كليات الفنون الجميلة في فلسطين غياب الاستديوهات الجماعية
هناك ثماني أكاديميات فنية تتوزّع على المدن الفلسطينية، وينتسب إليها في السنة الواحدة أكثر من ألفي طالبة وطالب، قد لا ينخرط منهم سوى طالب أو طالبين في الممارسة الإبداعية بعد تخرّجه، وهو ما يثير التساؤل حول طبيعة التكوين الأكاديمي وعدم تبني رؤية واضحة لوظائف الفن ومواكبتها للأساليب والتجارب المعاصرة.
إلى جانب جامعة النجاح، افتتحت خلال العقود الثلاثة الماضية كليات فنون جميلة وتطبيقية في جامعات دار الكلمة وجامعة فلسطين الأهلية بمدينة بيت لحم، وجامعة فلسطين التقنية – خضوري في طولكرم، وجامعة بيرزيت، وجامعة بوليتكنك في مدينة الخليل، وجامعة القدس- أبو ديس، وكلية العلوم التربوية في الطيرة، لكن معظم هذه الكليات تُغيّب مختبرات البحث والإنتاج الفني، التي تبدو أنها اختفت تقريباً من المشهد الفلسطيني اليوم.
هذا التأسيس المتأخّر للجامعات، جعلها تسعى إلى البحث عن التنافس في ما بينها لاستقطاب أعداد أكبر من الطلبة، على حساب جودة التعليم، الذي تسبّب بفجوة واضحة بين ما يُدرَس نظرياً وبين متطلبات الواقع العملي لسوق الفن.
تعليم بلا إنتاج
تبدو الأكاديميات الفنية في فلسطين كأنها تغرد خارج السرب، إذ لم تنجح في بلورة بيئة حيوية فاعلة وقادرة على إحداث فرق جوهري في بنيتها الفنية خارج قاعات التدريس. ورغم أن تأسيس أول كلية للفنون الجميلة في الضفة الغربية، كان عام 1981 في جامعة النجاح بمدينة نابلس، إلّا أن النموذج التعليمي المعتمد، الذي اتبعته كليات أُنشئت لاحقاً لم يتمكّن من ربط الفن بالواقع، خلافاً لما عرفه الفن الفلسطيني، قبل إنشاء هذه الجامعات، عبر انبثاقه عن مؤسّسات وطنية تبنّت خطاباً تحرراً.
فجوة واضحة بين ما يُدرَس نظرياً وبين متطلبات سوق الفن
لا يمكن للأكاديميات الفنية في فلسطين أن تخرج من مأزقها البنيوي دون تحول جذري في فلسفتها التعليمية، يُعيد للمراسم والمختبرات مكانتها بوصفها فضاءات إنتاج واكتشاف، إضافة لدور الطواقم الأكاديمية في المشاركة بالمعارض الجماعية والسنوية داخل الجامعة وخارجها، ومع طلبتهم من أجل تشجيع الإنتاج.
وتشكل إعادة فتح المراسم في مناطق مختلفة، بوصفها مختبرات تجريب ضروري، المدخل الأول نحو
ارسال الخبر الى: