عندما كسر المقدسيون هذا التابو

43 مشاهدة
في حدث مثير وغير مسبوق جرى مساء الخميس وفي آخر لحظة دفع الرسوم وإيداع أسماء كتلة ستشارك في انتخابات بلدية القدس ومع أهمية هذا الحدث المسافة إلى غاية صدور نتائج الانتخابات مساء الاثنين 30 الشهر المقبل أكتوبر تشرين الأول طويلة ومليئة بالأشواك والتحديات قد يتم انسحاب وتغيير ترتيب صياغة البرنامج الانتخابي وإعادتها ولكن يمكن القول إنه بعد 56 سنة من مقاطعة انتخابات بلدية القدس الموحدة انكسرت التابوهات وسيكون الخلاف الداخلي حول ترتيب الأسماء والبرامج وغيرها من الأمور أما مبدأ المشاركة الفلسطينية المقدسية فأصبح اليوم واقعا لا تزال المسافة طويلة لوصول مقدسي إلى عضوية بلدية تفوق ميزانيتها ميزانية كل السلطة الفلسطينية إلا أنه يجب توضيح عدة أمور فالمشاركة المقدسية الحالية تشمل أشخاصا من فئات اجتماعية وتوزيع جغرافي وجندري متنوع إلا أنها ليست قائمة وطنية أو إسلامية ولا تحظى بأي رعاية أو تأييد رسمي من رام الله أو غزة أو غيرهما وقد يكون هذا جيدا لأن القائمة والقائمين عليها يصرون على أن هدفهم خدماتي وليس سياسيا وأنهم مؤيدون للثوابت الفلسطينية ويريدون القدس عاصمة لدولة فلسطين وأن تشمل المقدسيين انتخابات عامة حسب اتفاقيات أوسلو وغيرها من أمور متفق عليها ميزة التطور أخيرا تأتي من أمرين بالأساس غياب القدس وتجاهلها من الجميع رغم إعطاء المدينة الدعم اللفظي غير المنتهي وفي ما يتعلق بالأمور الجادة مثل الميزانيات وغيرها فحدث ولا حرج ينطبق الأمر على الجميع فلسطينيا وعربيا ودوليا رغم وجود استثناءات ترفع لها القبعة ولكنها في مجملها لا تصل إلى 1 من احتياجات المقدسيين الحقيقية وقد بدا واضحا أن الحديث عن الصمود لن ينفع من دون تمويل حقيقي للإسكان والتعليم والاقتصاد والسياحة والثقافة وغيرها المسافة إلى قيام أي مقدسي بعمل مؤثر لصالح الصمود الفلسطيني في القدس طويلة الأمر الآخر لكسر التابو حاليا هو نمو طبقة معينة من المهنيين من أبناء وبنات فلسطين التاريخية المسماة شعبيا عرب 48 وفي هذا المجال ليس غريبا أن يرأس التحرك الحالي محام من الناصرة ويشمل عضوية القائمة طبيب وهذه الوظائف المهنية يلعب أهلنا في فلسطين التاريخية دورا كبير في ملئها بسبب معرفتهم اللغة العبرية وتخرجهم من الجامعات الإسرائيلية ومعرفتهم بمداخل الأمور في إسرائيل يتطلب كسر مقاطعة دامت 56 سنة فصلا حديديا بين السياسة والأمور الحياتية قد يكون على قمتها الإسكان والذي يعاني منذ عام 1967 من سياسة ممنهجة تمنع تطوير أي حي فلسطيني في حين تعمل ليل نهار على بناء مستوطنات كبيرة للإسرائيليين كما شكل وصول متطرفين يهود في البلدة وفي الحكومة إلى مواقع صنع القرار وإصرارهم على الهدم الممنهج للمنازل المقدسيين حالة لم يستطيع أحد معالجتها ولذلك أصبحت المشاركة في المجلس البلدي أكثر أهمية من أي أمر سلبي متعلق في موضوع ما تسمى شرعنة البلدية الموحدة من جانب واحد مناطق لا يزال العالم يعتبرها محتلة المسافة إلى قيام أي مقدسي بعمل مؤثر لصالح الصمود الفلسطيني في القدس طويلة رغم كسر التابو الحالي فالاختلاف الفكري الفلسطيني يعني أن المشاركة في الانتخابات لن تكون بالنسبة الكبيرة التي يستطيع من يجرى انتخابهم تشكيل كتلة معارضة أو حتى كتلة حاكمة كما وقد شكلت المعارضة الفصائلية للمشاركة عزوف قادة عديدين لهم خبرة واسعة وحضور قوي ومتابعة كبيرة ما ترك الباب مفتوحا لبروز شخصيات مهنية أو ممثلي عشائر أو عائلات أو تجمعات اجتماعية بدلا من قيادات سياسية وقد يكون غياب الشخصيات السياسية مفيدا لتكرار رفض الضم ووصف المشاركين بالمهتمين فقط بالأمور الحياتية الأمر الذي سيقلل من الضرر السياسي لهذه المشاركة على السياسي الاستمرار في المطالبة بإنهاء الاحتلال وتحرير القدس يحمل أكثر من 350 ألف مقدسي فلسطيني الهوية الزرقاء التي تعتبر إقامة دائمة في القدس ويحق للجميع المشاركة في الانتخابات البلدية ترشيحا وتصويتا وكون عدد سكان القدسين الشرقية والغربية لا يتجاوز مليون شخص فإن المشاركة لو كانت واسعة لحظي المقدسيون بحوالي 35 إلى 40 من المقاعد ما سيصعب على أي قائمة أخرى تشكيل ائتلاف والمسافة للوصول إلى ذلك الأمر أبعد بكثير من الوصول إلى عدة مقاعد في أول مشاركة تعددية للمقدسيين في انتخابات بلدية منذ أكثر من خمسة عقود من الصعب تجاهل قائمة تشمل محاميا وطبيبا تربوية ومحاسبا مقدسيين مسيحيين ومسلمين وأشخاصا من مناطق مختلفة منها البلدة القديمة وصور باهر وكفرعقب وبيت حنينا ومخيم شعفاط ومن أبناء مناطق 48 لم يكن ما حدث كسر تابو فقط بل تعرية كل من زاود على المقدسيين وباعهم أوهام التحرير والصمود ولم يقم بشيء لصالحهم على الرغم من ذلك الباب مفتوح للمؤمنين بأهمية الصمود لأن يعملوا لصالح القدس من دون الالتفات إلى البلدية نأمل توزيع الأدوار فعلى السياسي الاستمرار في المطالبة بإنهاء الاحتلال وتحرير القدس وعلى المهتم بالأمور الحياتية العمل من أي موقع لضمان حياة كريمة تستحقها هذه المدينة العظيمة والتي أصبح سكانها أيتاما سياسيين يصعب عليهم إيجاد منازل لأبنائهم الذين يرغبون بالزواج لا أحد يرعى المقدسيين ويبدو أن القرار لذلك كان خوض معركة صعبة على أساس مبدأ ما بحك جلدك إلا ظفرك

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح