كريم دكروب و مسرح الدمى اللبناني عروض في ذاكرة الأجيال
٥١ مشاهدة
بتسعة عروض من توقيع المخرج كريم دكروب كانت قد قدمت خلال أكثر من الثلاثين عاما الماضية تعود فرقة مسرح الدمى اللبناني التي تأسست عام 1993 لتلتقي بجمهورها عند الخامسة والنصف من كل خميس خلال شهري تموز يوليو وآب أغسطس المقبلين على خشبة مسرح دوار الشمس في بيروت ولمناسبة الإعلان عن برنامج العروض الصيفية التقت العربي الجديد بدكروب الذي تحدث عن تاريخ الفرقة وطبيعة العروض لافتا إلى أن فرقته من أوائل الفرق المسرحية في لبنان التي اعتمدت الريبرتوار وبالتالي فإن العروض لا تقدم أول مرة بل سبق أن قدمت خلال العقود الثلاثة الماضية من عمر الفرقة الأمر الذي تحول مع الزمن إلى تقليد عندنا ونحن نحاول اليوم تكملته صحيح أن الحريق الذي ضرب دوار الشمس العام الماضي تسبب بانقطاع ولكن لاحقا تابعنا عروضنا في مسرح مونو ثم في دوار الشمس بعد عودته للعمل في تشرين الثاني نوفمبر 2023 من عروض البرنامج عمل يعود إلى بدايات الفرقة عام 1993 ويستعيد دكروب في حديثه إلى العربي الجديد ذكريات عمله الأول شو صار بكفر منخار 1993 منبها إلى خصوصيته عنده وأن أجيالا جديدة تأتي دائما لتشاهد العرض هناك من شاهده مع أبنائه واليوم يعيد مشاهدته مع أحفاده وهناك من شاهده طفلا مع والده واليوم يعيده أبا مع أطفاله وطالما أن هذا مستمر وأننا نرى الناس يعودون لمشاهدة عمل مسرحي فهذا يعني أنه لامسهم وأدخل الفرح إلى قلوبهم وإلى جانب العمل الأقدم للمخرج يتضمن برنامج الصيف فراس العطاس وكراكيب ويا قمر ضوي عالناس وألف وردة ووردة وشتي يا دنيا صيصان وكله من الزيبق ويلا ينام مرجان وبيتك يا ستي ويشارك في هذه الأعمال وليد دكروب سينوغرافيا وأحمد قعبور موسيقى بالإضافة إلى الممثلين فؤاد يمين وكاترينا دكروب وأدون خوري وسارا عبدو وجاد حكواتي وفرح ورداني لبيروت صوتها في مواجهة الإبادة يتمثل في العمل الثقافي وعن تحديات الاشتغال بالمسرح في لبنان خلال الظروف التي يعيشها البلد حاليا يقول دكروب نحن مسرح موجه للعائلة والأعمال التي نعرضها تهم شرائح مختلفة لأن همومها أولا وأخيرا إنسانية عامة وغير محدودة بمكان أو بعمر معين ونحرص جدا على أن يكون الجميع مستمتعا بعروضنا الكبار كما الصغار ورسالتنا تجمع المتعة إلى جانب التفكير لكن الصعوبات كثيرة وهي تواجهنا كما تواجه غيرنا فالفنانون في لبنان متروكون وأي عمل ثقافي هو عمل فردي وإن كان مؤسسيا فهو تابع لمؤسسة خاصة السياسات الثقافية غير موجودة ولم يسبق أن كانت هناك نية لإيجادها القليل من الدعم كانت تقدمه أحيانا وزارة الثقافة ولكن من دون استراتيجية المشكلة الأبرز أننا نعمل بمفردنا فنانو المسرح يعملون بمفردهم أما المنح غير الرسمية وإن كانت قد أنعشت بعض العمل المسرحي فإنها غير مستدامة ولا تصل إلى كل من يستحقها رغم ذلك ينظر دكروب إلى إقبال الجمهور على العروض المسرحية بعين التفاؤل ما زال المسرح يستقطب جمهورا نحن دائما لدينا جمهور واسع وهذا يخلق شيئا من التفاعل وغالبا ما تكون عروضنا ممتلئة بالحاضرين ولا ننسى أن بعض هذه العروض يقوم بتنفيذها شباب وخريجون جدد وهؤلاء استطاعوا بإمكانيات قليلة إنجاز أعمال لافتة استقطبت جمهورا واسعا وهذه ظاهرة تسترعي الانتباه بالنسبة إلى بيروت وما تعانيه من أزمات اقتصادية وهذا يظهر أهمية المسرح الدائمة إذ لا غنى على الإطلاق عنه بالنسبة إلى الناس وإن سرقت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من جمهوره المسرح هو حديث وجها لوجه واجتماع بالمشهد الحي رغم ما افتقدناه بعد الكورونا ويختم دكروب حديثه إلى العربي الجديد قائلا عروضنا بطعم البطيخ لا من حيث تناولها المباشر للقضية الفلسطينية بل برمزية الالتزام والهم الإنساني الحاضرة دوما لكننا نحضر لعروض في المستقبل القريب مخصصة لفلسطين فبيروت دائما تنبض وكلما كانت هناك أزمة أعمق اشتد النبض ونحن اليوم لسنا أمام أزمة بلد بل أمام أزمة قيم إنسانية في عالم بأسره شاهد على الإبادة نعم سيظل لبيروت صوتها الذي يتمثل من خلال عملنا بالثقافة والفنون