كريم أبو شقرة استعارة الضوء ودلالة النبات في فلسطين
شكّلت نبتة الصبار علامة بصرية مميزة في أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني كريم أبو شقرة، ابن مدينة أُمّ الفحم المحتلة، والتي تشير إلى الصمود والمقاومة مثلما استعارها العديد من الفنانين الفلسطينيين، لتتجاوزها لاحقاً إلى معانٍ أكثر اتساعاً مثل الصداقة والحب والانتماء.
في معرضه حين تلامس الجذور الضوء، الذي يستمر في غاليري زاوية بمدينة رام الله، حتى منتصف الشهر المقبل، يقدّم مجموعة من الأعمال المنفذة بالزيت على القماش والورق والكرتون، وبأحجام مختلفة، موضوعها النباتات الفلسطينية التي تزرع في الكروم أو الأعشاب البريّة، ومن بينها الخرفيش والزيتون والزعتر، باعتبارها نباتات تنمو في بيئة صعبة، وتتحدى الظروف الطبيعية، دلالة على الثبات والإصرار والحياة برغم كل التهديدات التي تواجهها.
يرسم النباتات البرية بأسلوب يجمع الملصق والفن المفاهيمي
طغت على أعمال أبو شقرة، بساطة العناصر ووحدة الموضوع مع تنوّع في التقنيات، سواء كانت النبتة الواحدة التي غالباً ما تكون في أصيص أو متصلة بالأرض (الفراغ)، ليجمع أسلوبه بين الملصق والفن المفاهيمي، عاكساً قوة الموضوع وأهميته في آن.
نبتة الزعتر البري تظهر وحيدة في لوحة من أربع لوحات، فوق خلفية صفراء، وكُتب أسفلها باللغة الإنكليزية كلمة زعتر، في إشارة إلى أصالتها بين انتمائها للمكان، ومقاومة المحاولات الاستعمارية الإسرائيلية في سرقة هذا التاريخ. جاءت هذه المعالجة بسيطة وواضحة ومباشرة، بحيث تنبع أهميتها من الإصرار على استعادة هذا الموروث في الوقت الذي يُحاكم فيه الإسرائيليون الفلسطينيين على جني ثمار هذه النبتة، كما عمل في لوحات أخرى على معالجة تحاكي تجربة عمّه عاصم أبو شقرة (1961-1990)، حينما رسَم صبّارته في أصيص ونقلها من بعدها الوظيفي إلى بعد جمالي وسياسي، يرمز للأرض والذاكرة، وارتبطت في الوقت ذاته بقدرة الفلسطيني على البقاء وتحدي القسوة والاضطهاد اليومي.
في عمل آخر بتقنية الزيت على الورق، يستعيد الفنان شجرة الصبار بخلفيتها الرمادية، مستقرة في نصف اللوحة، بما تمثله من حجم وسيادة دلالية في تشابك الأصيص، وما يحمله من إسقاط فانتازي لشجرة التين الشوكي التي تنبت غالباً على مساحات واسعة في الأرض، وبين حجارة السناسل (أسوار
ارسال الخبر الى: