من كربلاء إلى غزة واليمن الجهاد والاستشهاد طريق انتصار الدم على السيف
يمني برس | تقارير
في كل عامٍ، حين تشرق الذكرى السنوية للشهيد، يتجدّد في وجدان الأمة ذلك النور الخالد الذي لا يخبو، وتُفتح نوافذ العزّة من جديد على مشاهد الإباء والتضحية. إنّها ليست مجرد ذكرىٍ تمرّ، بل موسم وعيٍ تتجدّد فيه ملامح الإيمان، وترتوي فيه جذور الأمة من دماء أبنائها الأطهار، فتزهر كرامةً وإباءً، ويظل دربُها مضيئًا مهما اشتدّت عتمة الطغاة.
إنها لحظة يقظة للضمير الجمعي، ومناسبة ينهض فيها الوعي المقاوم ليتأمل معنى الشهادة كطريقٍ إلى الحياة، لا كمحطةٍ للموت، وكمعراجٍ إلى الخلود لا كخاتمةٍ للفناء.
عاشوراء.. من ملحمة كربلاء إلى انتصار المظلومية على الطغيان
في ذاكرة الأمة، تقف كربلاء شامخة كأعظم مشهدٍ لتجسيد انتصار الدم على السيف. يومُ عاشوراء لم يكن حادثةً منقطعة، بل كان الشرارة الأولى لوعيٍ إنساني خالد، كشف للزمن أن المظلوم إذا حمل راية الحق وثبت على المبدأ، فإنه قادرٌ أن يهزم أقوى الطغاة مهما بلغت سطوتهم.
حين وقف الحسين عليه السلام وحيدًا أمام آلاف السيوف المسلّطة، لم يكن مشهد الهزيمة بل لحظة ميلادٍ جديدة للحرية. لم يكن الدم ضعفًا، بل شهادةً إلهية على أن القيم لا تُقتل، وأن “هيهات منّا الذلة” ليست صرخة عابرة، بل ميثاقٌ خالد بين كل الأحرار في وجه كل يزيدٍ عبر التاريخ.
من نينوى كربلاء إلى مرّان صعدة وغزة وبيروت، ظلّ الدم الزكي هو اللغة التي لن يفهمها المستكبرون ولا يقدرون على إخمادها، لأنّها اللغة التي يكتب بها الأحرار تاريخهم بمدادٍ من الإيمان والوعي.
ثقافة الاستشهاد.. النور الذي يبدّد ظلام القهر
الشهادة ليست فناءً، بل ميلادٌ أسمى للحياة، وهي سرّ الخلود الذي وهبه الله لعباده الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. إنّها ثقافةٌ قرآنية تترجم الإيمان إلى موقف، وتحوّل العطاء إلى طريقٍ نحو الكرامة.
في اليمن، حيث العدوان الأمريكي السعودي لم يتوقف منذ عقدٍ من الزمن، تحوّل كل بيتٍ إلى محرابٍ للجهاد، وكل أسرةٍ إلى مدرسةٍ في الصبر والرضا والفخر. لا ترى في وجوه الآباء والأمهات إلا البهاء، ولا تسمع
ارسال الخبر الى: