كتيبة البراء بن مالك دور متزايد في السودان يقلق البرهان

٢١ مشاهدة
أحيت انتقادات وجهها قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان قبل أيام إلى كتيبة البراء بن مالك المحسوبة على الإسلاميين في السودان النقاش حول هوية الكتيبة والدور الذي تؤديه أثناء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي دخلت عامها الثاني الاثنين الماضي فضلا عن تساؤلات حول مستقبل هذه الكتيبة وظهرت كتيبة البراء بن مالك منذ الأيام الأولى للمعارك التي تفجرت في 15 إبريل نيسان 2023 وبمرور الأشهر توسع نشاطها العملياتي المساند للجيش وكذلك نشاطها الإعلامي وعلى وسائط التواصل الاجتماعي وانتشرت في الفترة الأخيرة أناشيدها التي يغلب عليها طابع جهادي حتى في بيوت الأعراس وتنقسم الآراء حول الكتيبة بين من يرى أنها تؤدي دورا في مساندة الجيش وسد ثغرة قلة عدد قواته المقاتلة ومواجهة انتهاكات قوات الدعم السريع في حق المواطن ومن يرى أنها امتداد لقوات الدفاع الشعبي المنشأة في تسعينيات القرن الماضي كواجهة من واجهات نظام عمر البشير وتسلسل لأذرعه العسكرية وعبرها يعمل حسب وجهة النظر تلك من أجل العودة للسلطة وفي أدنى حد المشاركة مع الآخرين في القرار وعدم تجاوزه في أي عملية سياسية ووقف الملاحقات بحق النظام ورموزه التي جرت بعد سقوط النظام قبل أكثر من 5 سنوات كما يربط البعض بين انتقادات البرهان للكتيبة وبين الطابع الجهادي المهيمن عليها وخشيته من أن يفضي ذلك إلى أن فقدان قائد الجيش الدعم الذي يحصل عليه من بعض القوى الإقليمية والدولية من دون أن تغيب عن الحسابات أيضا المخاوف من تكرار نموذج تنامي دور الكيانات المسلحة الرديفة إلى حد يصعب معه السيطرة عليها على غرار ما حصل مع قوات الدعم السريع انتقادات البرهان والكباشي ونقل عن البرهان قوله قبل أيام أمام اجتماع مع ضباط بمقر الكلية الحربية إن ظهور الكتائب في فيديوهات بصورة مستمرة أدى إلى أن تدير الكثير من دول العالم ظهرها للسودان وأبدى البرهان طبقا لما نشرته صحيفة السوداني امتعاضه من الظهور الإعلامي المكثف لكتيبة البراء وبثها مقاطع فيديو لمسيرات تقوم بطلعات قتالية عليها شعار الكتيبة بشكل يوحي كأنها تعمل بمعزل عن قيادة الجيش وأكد رفضه نهج الكتيبة وتصرفاتها مشددا على ضرورة أن يقاتل الجميع تحت راية الجيش وشعار الجيش وإعلام الجيش من دون كيانات موازية مع العلم أنه في أواخر أغسطس آب 2023 انتشر خبر يفيد بأن البرهان وبعد خروجه مباشرة من مقر قيادة الجيش بوسط الخرطوم زار قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبو زيد طلحة إبراهيم الذي أصيب خلال اشتباكات الجيش والدعم السريع بالخرطوم حيث كان يرقد بمستشفى عسكري في عطبرة عبيد الله كتيبة البراء بن مالك تعمل تحت إمرة قيادة الجيش وسبق إبداء البرهان امتعاضه من دور الكتيبة انتقاد مماثل وجهه نائب قائد الجيش الفريق أول شمس الدين الكباشي إذ حذر في أواخر مارس آذار الماضي من خطر المقاومة الشعبية المسلحة ومن محاولات الأحزاب استغلالها لتمرير أجندة سياسية وأمر في خطاب له أمام ضباط وجنود بولاية القضارف قادة الوحدات العسكرية بعدم السماح بصرف أي سلاح إلا تحت إمرة وإشراف الجيش ومنع دخول أي مجموعات تحمل رايات سياسية لمعسكرات المقاومة الشعبية وأعلن عن نية الجيش إعداد مشروع قانون ينظم عمل المقاومة الشعبية حتى لا تتحول إلى خطر حقيقي على أمن البلاد لم يعجب حديث الكباشي الكثير من أنصار كتيبة البراء بن مالك الموالين للنظام السابق مثل عبد الماجد عبد الحميد الوزير السابق في نظام البشير والذي كتب مقالا معلنا اتفاقه مع الفريق الكباشي في خضوع المقاومة الشعبية لإمرة وإشراف القوات المسلحة وأن تبتعد الأحزاب السياسية من أقصي اليمين إلى أقصي اليسار عن معسكرات وسلاح المقاومة الشعبية وأشار إلى أن المقاومة الشعبية في طور الاستنفار والسبب في تأخير قطارها عن الانطلاق هو قيادة الجيش ومن ضمنها الفريق الكباشي نفسه إذ تتعامل مع تسليح المقاومة الشعبية بحذر أبطأ سرعة التدافع الشعبي لمناصرة الجيش ودحر عصابات التمرد معتبرا أن جموع السودانيين لن تنتظر بيروقراطية العسكر لكن اللافت كان انضمام مساعد القائد العام الجيش الفريق ياسر العطا لحالة عدم الرضا عن مواقف الكباشي إذ خرج في تصريحات علنية بعد أيام من حديث الكباشي متجاوزا التراتبية العسكرية وقال إن أي انتقاد للمقاومة الشعبية هو كلمات تذروها الرياح والمقاومة تذود عن حياض الوطن وإن تقويمها يجب أن يتم أثناء عملها وأكد على استقلالية المقاومة الشعبية كما ذهب إلى حد ترحيبه بقتال فلول النظام السابق بجانب الجيش في حربه على الدعم السريع والترحيب كذلك بكيانات ثورة ديسمبر كانون الأول 2018 ولجان المقاومة التي كان لها دور في سقوط نظام الرئيس عمر البشير وفي خضم الجدل المتواصل حول الكتيبة هاجمت طائرة مسيرة في الثاني من إبريل نيسان الحالي حشدا في مائدة إفطار رمضاني بمدينة عطبرة شمالي السودان دعت له كتيبة البراء بن مالك وحضره قائدها المصباح أبو زيد طلحة إبراهيم وأدى الهجوم يومها إلى مقتل 12 من المشاركين وإصابة أكثر من 20 آخرين ولم تتبن أي جهة بما في ذلك قوات الدعم السريع المسؤولية كما لم يصدر أي بيان توضيحي من الجيش ولا من كتيبة البراء في المقابل أعلنت لجنة أمن ولاية نهر النيل عن تشكيل لجنة تحقيق لم تظهر نتائجها حتى الآن وكل ذلك فتح الباب أمام التكهنات والشائعات لم ترد الكتيبة على ما قاله البرهان في حقها وواصلت نشاطها العسكري والإعلامي كالمعتاد ونشر طلحة إبراهيم الاثنين الماضي في صفحته على منصة فيسبوك مقاطع فيديو جديدة لكتيبته في ولايتي الجزيرة وسنار وأكد أنهم سيظلون مع القوات المسلحة يعملون على سد الثغر في كل المحاور والقيام بواجبهم في حماية الأرض والعرض والمال وأضاف نحن الذين رضعنا حب هذه الأرض وعشق ترابها وهذه البلاد نفديها بأرواحنا ونبذل فيها الغالي والنفيس وديننا ولا تتوفر معلومات عن قائد الكتيبة سوى أنه شاب في الثلاثينات من عمره ولم يكن له دور يذكر قبل سقوط نظام البشير أما بعد ذلك فقد برزت له نشاطات ضد حكومة عبد الله حمدوك والتقطت له صور وهو يقود أولى المواكب ضد الحكومة عام 2019 كما لم يظهر ضمن قادة الكتيبة أي من قيادات النظام السابق وظهرت أثناء القتال وجوه شاركت من قبل في حرب الجنوب في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة مثل النيل الفاضل أبرز القيادات الشبابية بحزب المؤتمر الوطني حزب البشير ويتكتم قادة الكتيبة عن أعدادها وتسليحها ومصدر الآليات التي تقودها في الشوارع وتنتشر الكتيبة في كل جبهات القتال خصوصا في مدينة أم درمان غربي الخرطوم إلى جانب سلاح المدرعات وسلاح المهندسين كما ظهرت في ولايات الجزيرة وسنار ونهر النيل ولم تظهر في إقليم دارفور الكتيبة تعمل تحت إمرة الجيش من جهته اعتبر العميد المتقاعد خالد محمد عبيد الله أن تصريحات رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة تصدر عبر مكتبه أو من خلال اللقاءات التي تتم معه مباشرة مبينا أن التصريحات الأخيرة التي قال إنها نسبت للبرهان بشأن الكتيبة منقولة عن أحد الناشطين ولا يعتد بها وأضاف عبيد الله في حديث لـالعربي الجديد أن كتيبة البراء بن مالك تعمل تحت إمرة قيادة الجيش وبتنسيق تام معها ولا يمكنها تنفيذ معارك منفردة لأن معظم عناصرها فنيون أو تقنيون وأشار إلى أن عناصر الكتيبة فعلوا ذلك انخرطوا في المعارك تلبية للدعوة التي وجهها القائد العام للجيش لكل من لديه القدرة على حمل السلاح للانضمام للمقاومة الشعبية وأوضح عبيد الله أن جميع دول الإقليم والأصدقاء أداروا ظهورهم للسودان منذ بداية الحرب عدا مصر وإريتريا بينما أدت دول أخرى مثل السعودية دور الوسيط بين طرفي الحرب وانتظر باقي المجتمع الدولي انتصار أي من الطرفين ليرفع من شأنه لكن خاب أملهم وأكد عبيد الله أن المقاومة الشعبية وكتيبة البراء بن مالك ستظل تقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية وتحت قيادتها حتى النصر فضيل على البرهان تحقيق معادلة تقضي بعقد صفقة مع الجميع من جهته رأى فتح الرحمن فضيل رئيس حزب بناة المستقبل وهو واحد من التيارات ذات التوجه الإسلامي في حديث مع العربي الجديد أن هناك بالفعل مخاوف من المجتمع الدولي من النشاط الزائد للإسلاميين واعتبر أن الحرب منحت فرصة أكبر للإسلاميين للعودة مجددا ليس عبر واجهة المؤتمر الوطني السياسية بل أظهرت العتاة منهم مثل علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية واستطاع المقاتلون منهم كحالة كتيبة البراء بن مالك تحويل المعركة من حرب سياسية إلى حرب أخلاقية جهادية بمشروعية حماية الأرض والأنفس والعرض والمال ما أثار قلق المجتمع الدولي واستطرد رئيس حزب بناة المستقبل بقوله إن على البرهان تحقيق معادلة تقضي بعقد صفقة مع الجميع تخرج البلاد من أزمتها وهو أمر مطلوب كذلك من المجتمع الدولي الذي عليه التقدم بصيغة شاملة تخاطب كل السودانيين ودعا فضيل إلى تطوير مؤتمر باريس الذي انعقد الاثنين الماضي وشاركت فيه قوى مدنية عدة مطالبا بمشاركة أحزاب وتيارات أخرى معتدلة وزعامات أهلية في الفترة المقبلة ليحقق نتائج أكبر على الأرض من جهته دعا أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية مرتضى الطاهر الجميع إلى تفهم مخاوف البرهان وإشاراته تجاه كثافة ظهور من يروج لدور توابع نظام البشير في حسم هذه المعركة وأضاف في حديث لـالعربي الجديد أنه من العدالة الاحتجاج الشديد على أي جهة تحاول أن تخطف أو تنسب التقدم الحربي لصالحها خصوصا أن أتباع نظام البشير كانوا سببا كارثيا في صنع قوات الدعم السريع وتعظيمها وتضخيم دورها حتى استفاد منها الإقليم والعالم الغربي وأوضح الطاهر أن ما يساهم به أتباع نظام البشير هو جزء ضئيل من الفاتورة التي كان عليهم دفعها تكفيرا عن أخطاء جسيمة في إبان فترة حكمهم في المجالات كافة اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية واستراتيجية وبرأيه فإن المجتمع الدولي والإقليمي الرافص للتطرف متخوف من انتصار للجيش بدعم من الكتائب ذات التوجهات الدينية معتبرا أن حدوث أمر كهذا سيخلق مزيدا من الأعداء للسودان ويفقده السند والدعم والأحلاف الاقتصادية والعسكرية المحتملة وذكر أن الظهور الإعلامي لفصيل مساند للجيش السوداني في معركته ليس في صالح قضية السودانيين واستدرك الطاهر ذلك بقوله إن ذلك التحييد المطلوب لكتيبة البراء والإسلاميين لا يعني عدم حاجة الجيش مثل بقية كل جيوش العالم حينما تفرض عليه معركة مصيرية تهدد بقاء الدولة القومية للاستعانة بقوات الاحتياط وبأي تشكيلات وطنية يؤمن شرها وتعينه على النصر

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح