كارثة عدن 14 ساعة ظلام يوميا تدفع المواطنين للانهيار والحكومة صامتة

في تطور صادم يهز أركان الحياة في العاصمة الاقتصادية لليمن، تغرق محافظة عدن في ظلام دامس لـ14 ساعة يومياً مقابل ساعتين فقط من الإضاءة، في كارثة حقيقية تعني أن 87.5% من اليوم يمر بدون كهرباء. هذا الانهيار المروع في منظومة الكهرباء حول حياة مليوني مواطن إلى جحيم يومي، بينما تلتزم الحكومة صمتاً مطبقاً أمام صرخات الاستغاثة المتصاعدة.
أم محمد، ربة منزل في حي كريتر، تروي مأساتها وهي تحاول حفظ أدوية طفلها المريض: أشاهد الدواء يفسد أمام عيني، والطعام يتعفن في الثلاجة المتوقفة منذ أيام. وفي مشهد مأساوي آخر، يضطر محمد التاجر لإغلاق محله التجاري في وضح النهار بعد أن خسر 70% من دخله بسبب توقف أجهزة التبريد. هذه ليست مجرد أرقام، بل حيوات تنهار تدريجياً تحت وطأة ظلام لا ينتهي، أشبه بحصار خانق يخنق أنفاس المدينة التي كانت يوماً نابضة بالحياة.
وراء هذه الكارثة تقف أزمة وقود خانقة تشل محطات التوليد واحدة تلو الأخرى، في ظل عجز الحكومة اليمنية عن توفير الكميات المطلوبة بانتظام. الدكتور أحمد الكهربائي، خبير شبكات الكهرباء، يحذر قائلاً: نحن أمام انهيار منظومي كامل، والحلول الإسعافية التي تتبعها الحكومة مثل وضع ضمادة على جرح نازف. هذا الوضع يذكر بحصار لينينغراد التاريخي، حيث تتوقف الحياة الطبيعية وسط البحث اليائس عن البدائل، بينما تبقى الجهات المسؤولة في صمت مريب يزيد من حدة الغضب الشعبي.
المعاناة لا تقتصر على البيوت فقط، بل تمتد لتشل الاقتصاد بالكامل، حيث أُجبرت مئات المؤسسات والشركات على تعليق أنشطتها، والمستشفيات تصارع للحفاظ على الخدمات الطبية الطارئة بمولدات متهالكة. في أحياء عدن، يحاول الأهالي النوم تحت النجوم هرباً من الاختناق في البيوت المغلقة، بينما تنتشر رائحة الوقود من مولدات الأحياء القادرة على شرائها. هذا الوضع الكارثي يهدد بهجرة جماعية للسكان وانهيار اقتصادي شامل قد يحول عدن من عاصمة اقتصادية إلى مدينة أشباح.
بينما تغرق عدن في ظلامها المتزايد، تبقى الأسئلة الحارقة بلا إجابات: كم من الوقت يمكن لمليوني مواطن أن يصمدوا في
ارسال الخبر الى: