عاجل كارثة عدن خلال 48 ساعة 2 مليون مواطن بلا كهرباء والأطفال لا ينامون من الحر الخانق

في تطور كارثي يهدد بشلّ الحياة تماماً في عدن، دخل 2 مليون مواطن سباقاً محموماً مع الزمن لتجنب الغرق في ظلام دامس خلال 48 ساعة فقط. للمرة الأولى منذ عقود، تواجه مدينة بحجم عدن خطر فقدان الكهرباء كاملاً وسط حر خانق يصل إلى 45 درجة مئوية، في مشهد لم تشهده المدينة منذ أسوأ أيام الحرب.

السيطرة العسكرية المفاجئة لقوات عمرو بن حبريش على شركة بيترومسيلة النفطية يوم السبت الماضي قطعت شريان الحياة تماماً عن محطات الكهرباء. مصادر مؤسسة كهرباء عدن أكدت أن جميع محطات الديزل والمازوت توقفت تماماً، فيما تعمل محطة الرئيس بـ65 ميجاوات فقط من أصل 700 - أقل من 10% من الحاجة الفعلية. أم فاطمة من كريتر تروي بصوت مختنق: أطفالي لا يستطيعون النوم من الحر الخانق، والطعام يفسد أمام أعينا بلا حيلة.

هذه ليست مجرد أزمة كهرباء عادية، بل حصار طاقوي محكم على مدينة تعتمد 100% على شركة واحدة لإمداد الوقود. الخبراء يحذرون من أن الاعتماد على مصدر واحد حوّل عدن إلى رهينة طاقة سهلة الاستهداف. د. سالم الحضرمي، خبير الطاقة، لم يخفِ تخوفه: عدن بدون كهرباء كالجسد بلا روح، والانهيار الكامل للشبكة وارد خلال ساعات. التاريخ يؤكد أن عدن شهدت أزمات كهرباء متكررة، لكن هذه المرة مختلفة - إنها الأخطر والأطول منذ عقود.

الحياة اليومية لمليوني إنسان تنهار بوتيرة مرعبة. المستشفيات تصارع للحفاظ على المرضى باستخدام مولدات الطوارئ، والمدارس أوشكت على إيقاف العام الدراسي تماماً. أحمد التاجر، صاحب محل مولدات، يروي مشهداً مؤلماً: بعت 50 مولداً في يوم واحد، الناس تقتحم متجري بحثاً عن أي حل لإنقاذ أعمالها. التجار أغلقوا متاجرهم عاجزين عن تشغيل الثلاجات، والعائلات تشاهد مدخرات شهور من الطعام تتحول إلى نفايات عفنة. السيناريو الأسوأ بات واقعاً: نزوح جماعي محتمل لنصف مليون شخص إذا استمرت الأزمة أسابيع.

عدن اليوم تقف على مفترق طرق حاسم: إما حل سياسي عاجل يُعيد إمدادات الوقود خلال ساعات، أو غرق المدينة في كارثة إنسانية قد تستمر شهوراً.