عاجل كارثة كهرباء عدن تتفاقم 12 ساعة ظلام مقابل ساعتين فقط إنارة

في كارثة إنسانية صامتة تهز أركان الحياة في عدن، يقضي 1.2 مليون إنسان 85.7% من يومهم في ظلام دامس، حيث تشهد المدينة أسوأ أزمة كهرباء في تاريخها الحديث. 12 ساعة انقطاع مقابل ساعتين فقط من الإضاءة - رقم يفوق معدلات الحرمان في المدن المحاصرة أثناء الحروب العالمية. الوقت ينفد والظلام يقتل ببطء، بينما تختنق مدينة كاملة تحت وطأة محنة لا تنتهي.
وفقاً لآخر التقارير من موقع عدن توداي، تستمر المأساة للأسبوع الثالث على التوالي بنفس المعدل الكارثي. أم محمد من كريتر تحكي بصوت مختنق: اضطررت لرمي طعام أطفالي للمرة الثالثة هذا الأسبوع... التبريد يتوقف و الطعام يتفسخ، وأطفالي يبكون من الجوع والحر. المهندس سالم، الذي يدير مولدات الطوارئ في مستشفى الجمهورية، يكشف الوجه الآخر للمأساة: لم أنم لـ 48 ساعة، المولدات تتعطل والمرضى في خطر... هذا ليس مستدام.
تمتد جذور هذه الكارثة إلى عام 2015 مع بداية الصراع في اليمن، لكن الوضع تدهور بشكل دراماتيكي خلال الأشهر الماضية. نقص الوقود المزمن وتآكل شبكات التوزيع حوّل عدن من مركز اقتصادي نابض إلى مدينة تصارع من أجل البقاء. د. عبدالله الحضرمي، خبير الطاقة، يحذر: إذا استمر الوضع الحالي، فسنشهد انهياراً كاملاً للبنية التحتية خلال أشهر قليلة... هذا أسوأ من وضع لندن أثناء القصف النازي.
تتحول الحياة اليومية لسكان عدن إلى كابوس حقيقي، حيث تتوقف 70% من المحلات التجارية عن العمل خلال ساعات النهار. أبو عمر، صاحب محل الألبان في المعلا، يروي معاناته: خسرت نصف بضاعتي أمس... الثلاجات تتوقف والحليب يتحول إلى جبن فاسد. بينما تشير التوقعات إلى أن الوضع قد يتحسن جزئياً صباحاً بدخول الطاقة الشمسية وانخفاض العجز إلى 9 ساعات، إلا أن هذا التحسن الطفيف لا يحل الأزمة الجذرية التي تهدد بنزوح جماعي للسكان.
عدن تختنق في ظلام يلف 85% من ساعات اليوم، ومع استمرار تجاهل الحكومة وغياب الحلول الجذرية، تقترب المدينة من نقطة اللاعودة. الأمل الوحيد يكمن في تدخل عاجل من المجتمع الدولي والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
ارسال الخبر الى: