كارثة المبيدات
وأنا استمع، إلى اعترافات بعض أعضاء خلية التجسس والتخريب، لصالح أمريكا، خصوصا تلك المتعلقة بمحاربة المزارعين، والقطاع الزراعي في اليمن، ترددت في عقلي بقوة، صدى كلمات مقهورة، سمعتها من عدد من مزارعي العنب والفراولة، بمنطقة بني حشيش محافظة صنعاء.
-قبل عامين تقريبا، كنت ضمن وفد صحفي من صحيفة الثورة، في زيارة عمل إعلامية، إلى منطقة بني حشيش شمالي العاصمة صنعاء، ضم الوفد الزملاء إبراهيم الاشموري وعادل ومحمد عبدالله حويس، مصوري الصحيفة، وقد نزلنا في ضيافة المزارع علي أحمد قاسم، وهو من أبناء قرية غضبان بمديرية بني حشيش، وأحد كبار المزارعين في المنطقة، وقد كان مرشدنا إلى العديد من زملائه المزارعين، الذين رأوا فينا بصيص أمل، وقشة لاحت في الأفق المعتم، قد تنقذهم من غرق وشيك، وتسابقوا يسردون شكاواهم ومعاناتهم، جراء ما يتعرضون له من خسائر وآلام، بسبب انعدام المبيدات النافعة، وإجبارهم من قبل الجهات المختصة، على اقتناء صنوف عديدة، من المبيدات الضارة، التي أهلكت محاصيلهم، وخربت أراضيهم ومزارعهم، وجعلتهم يتجرعون خسائر بالملايين، ناهيك عن جهدهم المهدور، وثرواتهم المستنزفة.
-حينها كتبنا في الثورة “الصحيفة” موضوعا حمل عنوان” محصول العنب في بني حشيش.. ثمرة تعاني المبيدات الرديئة والمزارع آخر من يستفيد” وقد تضمن صرخات واستغاثات ومناشدات المزارعين وشكاواهم المريرة، ونداءاتهم اليائسة لجهات الاختصاص في وزارة الزراعة، من أجل وضع حلول عاجلة لمشاكلهم، التي جعلتهم كما يقول المزارع قاسم وزملاؤه، يكرهون مهنتهم ويعيشون حالات إحباط ويأس وهموم متواصلة.
-أولى تلك التحديات، بحسب ما ورد على ألسنتهم” الأسمدة الرديئة وغير الصالحة للاستخدام، إذ ان تعدّد هذه المبيدات، وانعدام النوعيات الجيدة، التي كانت تدخل إلى البلاد سابقا، واختفائها بشكل مفاجئ، يلحق ضررا فادحا بالشجرة و بالمزارع و بالتربة أيضا، فيضطر وبصورة هستيرية، إلى تجريب أنواع لا تحصى من تلك المبيدات، وإذا به يتعرض للمزيد من الخسائر المادية المضاعفة، ناهيك عن الآثار التي تتعرض لها التربة جراء استخدام المبيدات الرديئة، كما أن أثار المبيدات الرديئة لا تقتصر على محصول العنب، فقد امتدت آثارها لتطال الزبيب أيضا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على