كابوس الرياضيات حكاية طالب ذكي يعانق الفشل قبل أن ينتصر

71 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

حين نظرت إلى ورقة امتحان الرياضيات التي وضعها المشرف أمامي فوجئت بأنها ليست امتحانا في مادة الرياضيات وإنما رموزا وطلاسم غريبة وإشارات عجيبة مبهمة. فكيف أحلها؟!

لقد ظننت أن من وضعوا الامتحان لم ينقلوا من كتاب الرياضيات وإنما أخطأوا ونقلوا أسئلة الامتحان من كتاب شمس المعارف الشهير في الشعوذة والسحر.!

العجيب أن الطلاب من حولي انهمكوا يجيبون عن أسئلة الامتحان الوزاري بنهاية الثانوية العامة وكأنهم قد ذاكروا كتاب شمس المعارف وأنا لا أعلم.!

وكي لا أقف مكتوف الأيادي ويشمت بي الأعداء _ قصدي بعض الزملاء_ بدأت بكتابة الأسئلة، أكتب وأحسن خطي لعل وعسى من يصحح الأوراق يكون من محبي الخط العربي فيضع لي بعض الدرجات تقديرا لخطي الحلو.!

كتبت الاسئلة ووضع مساحات الإجابة فارغة كأنها صحراء جرداء.!

ثم سألت نفسي:

_ طيب والإجابة؟!

_ الإجابة على الله يسهلها من عنده.

لقد بقيت أنتظر نزول الإلهام علي لأكتب الإجابات.!

انتظرت انتظرت وطال انتظاري ولكن دون جدوى.!

كنت قد تعقدت من مادة الرياضيات عقدة أبو أسد، كرهتها، وكرهت بسببها المدرسة، لدرجة أنني كنت أتمنى أن أصحو فأجد هذه المادة قد ألغيت، أو المدرسة بكلها قد شلها سيل العرم وجعلها أثرا بعد عين فنتخلص من هم ثقيل وكابوس طويل.!

كنا ننظر للامتحان الوزاري بخوف ورهبة كأننا جنود من المستجدين سيزج بنا في معركة مع عدو يفوقنا عددا وعتادا.!

تأتي الأسئلة من الوزارة ولجان مراقبة صارمة، وفي ذلك اليوم انتظرت هطول الإلهام علي لكنها أجدبت وخاصمني الإلهام وعصلج معي، وتغلقت علي من كل جهة فغشاني العرق وهجم علي القلق حتى أنني أصبت بصداع حاد.

الوقت يمضي وأنا كمن يقترب موعد إعدامه، فمي جاف ولساني يابسة كأنه خشبة جافة، والوقت يمضي بينما تزداد تلك الرموز والطلاسم التي في الورقة غموضا وانغلاقا.!

.. ومع هذا فقد تعاملت مع الامتحان وكأنه مادة تعبير فعبرت عن شعوري وأعربت عن قلقي كأنني الأمين العام للأمم المتحدة، وكتبت أجوبة من باب: حظ يا نصيب يا صابت يا خابت.!

اجتهدت وملئت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح