كابلات الهاتف الأرضي في سورية تتعرض لسطو ممنهج فمن المستفيد
٨٦ مشاهدة
تتقطع أوصال العديد من البلدات والأحياء في معظم المحافظات السورية الخاضعة لسلطة نظام الرئيس بشار الأسد منذ أشهر طويلة بسبب انقطاع خدمات الهواتف الأرضية وشبكات الانترنت التابعة لها بعد تعرض كابلات الهاتف الأرضي في البلاد لسطو ممنهج الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات عمن يمكن أن يكون مستفيدا من هذا الوضع وتتصدر العشرات من الشكاوى اليومية واجهة بعض المواقع الإعلامية المقربة من السلطة لتظهر للمتابع حجم الكارثة في قطاع الاتصالات وسوء انعكاسه على حياة المواطنين والتكاليف المترتبة عن هذا الوضع من أهالي بلدة السبينة وعسالي بريف دمشق وأحياء القزاز والتضامن وباب شرقي في دمشق ومثلها العديد من البلدات والأحياء التي انقطعت عنها الاتصالات الأرضية وشبكات الإنترنت التابعة لها لتعتمد في كل اتصالاتها على الهاتف النقال وشبكات الخلوي أيضا شهدت العشرات من بلدات ريف حمص وحماة وطرطوس والسويداء وحلب انقطاعات مستمرة منذ اشهر طويلة دون أي أمل في الإصلاح وحملت السورية للاتصالات التابعة للنظام السوري في أكثر من تصريح السرقات التي تتعرض لها كابلات الهواتف المسؤولية عن الوضع المتردي للاتصالات وقال المدير العام للشركة السورية للاتصالات لصحيفة الوطن المقربة من النظام إن الخسائر الناجمة عن السرقات خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من العام 2022 بلغت 23 ألف متر من الكابلات الهاتفية بتكلفة تزيد عن 7 مليارات ليرة بينما زادت أطوال كابلات الهاتف الأرضي المسروقة بعام 2023 عن 57 079 مترا بكلفة تقديرية نحو 13 7 مليار ليرة سورية ووصف حسين عويتي مدير الاتصالات في ريف دمشق هذه السرقات بأنها تفوق الخيال مؤكدا خروج مراكز بالكامل عن الخدمة نتيجة مئات السرقات التي قدر خسائرها بمليارات الليرات وفقا لما نقلته صحيفة الوطن في 12 مايو أيار الماضي وفي حين تضاربت الأرقام بين باقي المحافظات السورية لتصل في محافظة حمص قبل أشهر من الآن إلى عشرات الكيلومترات من كابلات الهاتف الأرضي المسروقة ومثلها في مناطق مصياف ومشتى حلو بطرطوس وما يزيد عنها في بلدات السويداء مما يؤكد أن جزءا كبيرا من الريف السوري والعديد من الأحياء الكبيرة في المدن خارج عن التغطية بشبكات الاتصال الأرضي وتحدث مدير اتصالات السويداء جنوبي سورية حازم الشوفي أمام المواطنين عن عجز الشركة عن تأمين هذه الكابلات أو عن حماية الخطوط العاملة حاليا مضيفا أن عددا من المقاسم قد يتوقف عن العمل بالكامل اذا استمر هذا الوضع غير الآمن للخطوط الأرضية وفي هذا الوقت كان نعمان باسيل مدير اتصالات دمشق قد أعلن عن الانتهاء من تنفيذ خطة 2023 والتي تتضمن تنفيذ 24 500 اشتراك هاتف ثابت و14 000 اشتراك إنترنت و3 900 اشتراك فايبر FTTB مؤكدا على إيصال هذه الخدمات إلى المواطن بأفضل جودة وفق جميع الإمكانيات المتوفرة وبالرغم من عدم كفاية حوامل الطاقة المتاحة ويؤمن كل مركز اتصالات في دمشق جميع هذه الخدمات أو بعضها حسب الإمكانيات المتوفرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية ويقول المهندس سامح العمر لـالعربي الجديد إن كابلات الهاتف الأرضي تتعرض إلى عمليات سطو وسرقة منظمة ومدروسة وغالبا ما يشارك في هذه الأعمال موظفون من الأقسام الفنية التابعة لمديريات الهاتف في المحافظات وقد ثبت هذا الأمر في أكثر من تحقيق مع لصوص الكابلات وفي اعتقادي إن معظم هذه المسروقات تصب لدى مستثمر واحد يعيد تأهيلها وبيعها لنفس الشركة السورية للاتصالات بأسعار مخفضة ترضي اللص والمستثمر والشركة في آن واحد خاصة بعدما صرحت الشركة منذ سنوات عن نقص في تجهيزاتها من الكابلات وعدم قدرتها على الاستيراد بسبب الحظر على سورية وفقا لقوله ويتابع العمر هنا لا بد من الإشارة إلى أن الشركة شجعت هذا العمل نتيجة حاجتها لإصلاح بعض المقاسم الهامة وتحديدا المقاسم الخاصة بالجيش وقوى الأمن وقد جاء هذا التشجيع بعدما أفقدت الحرب السورية أعدادا كبيرة من المقاسم وشبكات الهاتف والكابلات نتيجة الدمار الكبير في بعض المحافظات أما المستهجن في عمل الشركة وفقا للعمر فقيامها بتزويد مشتركين جدد في بعض المدن بخطوط جديدة على حساب مناطق كبيرة في الأرياف الخارجة عن التغطية منذ أشهر وبعضها منذ سنوات كما في ريف دمشق الشرقي وتحدث مواطنون في ريف دمشق لـالعربي الجديد عن أماكن يتم فيها حرق كابلات الهاتف والكهرباء وإعادة تدويرها وركزوا في أحاديثهم على الروائح المنبعثة من صهر هذه الكابلات وقال أحدهم لـالعربي الجديد إن سكان منطقة دف الشوك ويلدا وببيلا المحاذية لطريق المطار يعانون من الروائح المنبعثة من محال حرق الخردة وخاصة كابلات الهاتف مضيفا أن هذه المحال لا تبعد عن حاجز الأمن العسكري الموجود في المنطقة أكثر من 100 متر بل وتعمل بمباركة من عناصر الحاجز مواطن آخر تحدث لـالعربي الجديد عن عشرات المحال في مناطق حوش بلاس والحجيرة وطريق السويداء المختصة في إعادة تدوير هذه الكابلات وتصنيعها أحد الفنيين بشركة الاتصالات طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـالعربي الجديد إنه من الواضح لدى الشركة السورية للاتصالات الإهمال المتعمد للخطوط الأرضية وهذ لمصلحة شركات الاتصالات الخلوية فجميع سكان المناطق الخارجة عن خدمة الاتصالات الأرضية يضطرون لاستخدام الهاتف المحمول وتزويده بباقات الإنترنت مقابل تكاليف تصل إلى 250 ألف ليرة للباقة الواحدة شهريا وهذا فارق شاسع عن تكاليف الإنترنت المنزلي والذي لا يزيد عن 25 ألف ليرة في الشهر وبالمقابل فإن هناك اهتماما واضحا من الشركة بالمدن الرئيسية على حساب الأرياف لما تحققه لها هذه المدن من وفر في تمديد شبكات الاتصالات ومن زيادة في الأرباح