كأنما سلخ الالهة جلدي

76 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

عبدالوهاب قطران

منذ أيام وأنا اشعر بخمووول وفتور واعياء وارهاق أمشي مثقلاً، كأن ظهري يحمل قلابًا مكدسًا بالحجارة، “كأنما سلخ الاله جلدي” كما وصف كازانتزاكيس نفسه في تقرير إلى غريكوا.

فقدت الرغبة في كل شيء ،طاقتي خافتة، مصابيح الروح أوشكت أن تنطفئ، وكل ما حولي يطالبني بالبرق والرعد، وكأنني سماء لا يحق لها أن تستريح.

ومع ذلك أردّ على الرسائل والاتصالات، أفتح أبواب الشكاوى والفتاوى والمظالم، وألدحس وألعلاق، ولا أحد يسأل: كيف حالك؟ هل بقي لك قلب ينبض أم تحوّلت إلى حجر من حجار السايلة مطروح؟

أشبه كافكا في ضيقه، أنزعج وأتضايق من مجرد نغمة واشعار الرسائل لهاتفي المحمول، من إشعار صغير يلسع أذني، من أصوات العراكات بالجوار وضجيج الحوار، من كل الأصوات النشاز التي تصمّني كأنها نهيق حمير.

حتى ذاكرتي صارت تذوب بين يديّ، أنسى المواعيد التي ضربتها بالأمس، أنسى الأسماء والوجوه والكلمات… أنسى حتى نفسي.

قسوة الحياة استنزفتني حتى آخر قطرة، وتركتني غريبًا عن جسدي وروحي، أمشي بين الناس كأنني ظلّ ثقيل، أو صدى بعيد لصوتٍ انطفأ.

فأي قدر هذا الذي يجعلنا نواصل المسير، ونحن محمّلون بجبال من الهموم، كأننا لا نعيش بل نُساق؟

وأي صبر هذا الذي يجعلنا نبتسم، فيما قلوبنا تنزف صمتًا، وتئنّ أرواحنا كأرض محروقة تنتظر مطرًا لا يأتي؟

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح