زار رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد شرق ليبيا في نهاية الشهر الماضي للمرة الأولى منذ توليه منصبه في أكتوبر تشرين الأول الماضي وذلك بعد سلسلة من التغيرات الإقليمية والدولية إذ أثارت تقارير عن احتمال نقل قواعد روسية عسكرية من سورية إلى ليبيا الكثير من التساؤلات حول مدى تأثير ذلك على توازن القوى في المنطقة ويعتقد أن القاهرة تسعى لضمان ألا تتحول ليبيا إلى ساحة نفوذ دولية مفتوحة وهو ما قد يهدد أمنها القومي وفي الوقت ذاته تسعى مصر لدعم جهود إعادة إحياء المسار الانتخابي الليبي ورغم تعثر الجهود الدولية ناقش رشاد مع القادة الليبيين إمكانية التوصل إلى توافق بشأن القوانين الانتخابية وآليات التنفيذ وقالت مصادر دبلوماسية لـالعربي الجديد إن هذه الزيارة تعد أيضا محاولة لإعادة التنسيق مع الأطراف الفاعلة في شرق ليبيا لا سيما مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لتعزيز الاستقرار على الحدود المشتركة ومواجهة التهديدات الإرهابية وعلاوة على ذلك أكدت الزيارة بحسب المصادر حرص مصر على تعزيز نفوذها في الملف الليبي وهو ما يظهر في اختيار رشاد لليبيا أول وجهة خارجية له وأن مصر ترى في استقرار ليبيا امتدادا لأمنها القومي خاصة مع مخاوف انتشار المليشيات والجماعات المسلحة تأثير التغيرات الجيوسياسية على ليبيا رخا أحمد حسن زيارة رشاد لشرق ليبيا تأتي في إطار التعاون الأمني بين الأجهزة المصرية ونظيرتها الليبية من جهة أخرى عكست المناقشات حول القواعد الروسية إدراك مصر لأهمية التغيرات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على ليبيا وعلى الصعيد الداخلي الليبي يمكن أن تساهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأطراف الليبية إذا نجحت مصر في تقريب وجهات النظر لكن على المستوى الإقليمي من المحتمل أن يؤدي الحديث عن نقل القواعد الروسية إلى تعقيد المشهد الإقليمي ما قد يتطلب مزيدا من التنسيق بين القوى الدولية وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير رخا أحمد حسن لـالعربي الجديد إن زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى شرق ليبيا تأتي في إطار التعاون الأمني المستمر بين الأجهزة المصرية ونظيرتها الليبية خصوصا في شرق ليبيا بالنظر إلى قربها الجغرافي من الحدود المصرية وأوضح أن هذا التعاون يهدف إلى متابعة ورصد تحركات العناصر الإرهابية في ليبيا ودول الجوار والعمل على احتوائها بعيدا عن الحدود المصرية وأشار حسن إلى أن التطورات الأخيرة في سورية تلقي بظلالها على المشهد الأمني في المنطقة حيث تضم مخيمات مثل الهول أعدادا كبيرة من أسر وأطفال وعناصر تنظيم داعش تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية قسد ولفت حسن إلى أن العديد من الدول ترفض استقبال مواطنيها المنتمين إلى التنظيم ما يجعل احتمالات انتقال هؤلاء العناصر إلى مناطق أخرى بما فيها أفريقيا أمرا واردا وأكد أن هذا الوضع يستدعي تنسيقا أمنيا مكثفا بين دول المنطقة بما في ذلك ليبيا لمواجهة هذه التهديدات المحتملة مضيفا أن جانبا من زيارة رئيس المخابرات يتعلق بالاطمئنان على أوضاع العمال والفنيين المصريين الذين يعملون في ليبيا وضمان أمنهم وسلامتهم بالتعاون مع الأجهزة المختصة ترتيب ملفات استراتيجية شريف عبد الله لقاء رشاد بحفتر يهدف إلى ترتيب ملفات استراتيجية من ناحيته قال مدير المركز الليبي للدراسات السياسية والاستراتيجية شريف عبد الله لـالعربي الجديد إن زيارة رشاد تندرج ضمن مساعي مصر لفهم الواقع الجديد في ليبيا وفتح مسارات تعاون جديدة مشيرا إلى أن اللقاء الذي جمع رشاد بخليفة حفتر في المنطقة الشرقية يهدف إلى ترتيب ملفات استراتيجية خاصة في ظل التغيرات الإقليمية وأوضح أن زيارة رشاد تأتي أيضا ضمن الجهود المصرية لتأمين حدودها الغربية في ظل مخاوف من احتمالات نشوب صراع مسلح في ليبيا قد يؤدي إلى انتشار السلاح ونزوح السكان نحو مصر ولفت عبد الله إلى أن روسيا التي فقدت جزئيا قواعدها الاستراتيجية في سورية تعمل على تعزيز وجودها في ليبيا لتكون مركزا جديدا لعملياتها في البحر المتوسط وأشار إلى أن موسكو تعتبر ليبيا قاعدة انطلاق رئيسية نحو أفريقيا حيث تسعى إلى تأمين خطوط الإمداد ودعم الفيلق الأفريقي مرتزقة فاغنر بالإضافة إلى الضغط على الحدود الجنوبية لأوروبا