قفزة في صادرات الصين من المغناطيسات إلى أوروبا وسط أزمة الإمدادات

سجلت صادرات الصين من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة إلى الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا بنسبة 21% خلال شهر أغسطس الماضي مقارنة بيوليو، لتصل إلى 2,582 طنًا، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية. ويعكس هذا النمو المتسارع اعتماد أوروبا المتزايد على الإمدادات الصينية، في وقت تواجه فيه القارة أزمة في سلاسل التوريد بسبب التوترات التجارية بين بكين وواشنطن.
2a05:d012:12a:b100:1ed9:c56e:8112:ff58
وتُعد المغناطيسات النادرة مكونًا أساسيًا في صناعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، توربينات الرياح، والمعدات العسكرية، ما يجعلها عنصرًا استراتيجيًا في سباق النفوذ الصناعي العالمي. في المقابل، تراجعت صادرات الصين من هذه المغناطيسات إلى الولايات المتحدة بنسبة 5% لتسجل 590 طنًا، ما يعكس تحولًا في اتجاهات التصدير الصينية نحو أوروبا.
وفي محاولة لتقليل الاعتماد على الصين، دخل قانون المواد الخام الحرجة للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ هذا الشهر، ويهدف إلى تعزيز إعادة تدوير العناصر النادرة من الأجهزة الإلكترونية المستعملة، وتطوير مصادر بديلة داخل أوروبا.
وتسعى شركات السيارات الأوروبية حاليًا إلى تنويع مصادر التوريد، عبر التعاقد مع دول مثل إستونيا التي تمتلك احتياطات محدودة من المعادن النادرة، في ظل استمرار هيمنة الصين على نحو 90% من إنتاج المغناطيسات عالميًا، ما يمنحها نفوذًا كبيرًا في تحديد الأسعار وتوجيه الإمدادات.
ورغم المكالمة الأخيرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ، والتي أشارت إلى تهدئة التوترات، لا تزال المخاوف قائمة بشأن استخدام الصين لهذه المعادن كورقة ضغط استراتيجية في المواجهة التجارية مع الغرب.
تعكس قفزة صادرات الصين من المغناطيسات إلى أوروبا تحولًا في موازين التجارة العالمية للمعادن النادرة، وتسلط الضوء على هشاشة سلاسل الإمداد الأوروبية أمام الهيمنة الصينية. وبينما تسارع أوروبا لتأمين بدائل، تبقى الصين في موقع القوة، مدفوعة بإنتاج ضخم، وبنية تحتية متقدمة، وقدرة على التأثير في الصناعات الاستراتيجية حول العالم.
أقراأيضا:
ارسال الخبر الى: