قفزات أسعار الخضار والفاكهة في غزة رغم منع التصدير
188 مشاهدة
تشهد الأسواق في قطاع غزة قفزات في أسعار الخضروات والفواكه في الوقت الذي يعاني فيه أهالي القطاع من الآثار الاقتصادية السيئة التي يخلفها الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 17 عاما ولم يساهم وقف تسويق المنتجات الزراعية وتصديرها من قطاع غزة إلى مدن الضفة الغربية والخارج في تحسين الأسعار المرتفعة وخفضها مقارنة بالحالة العامة والدخل المتدني أو انعدام الدخل في القطاع صاحب الكثافة السكانية الأعلى في العالم ويقطنه نحو 2 3 مليون مواطن في مساحة جغرافية لا تتجاوز 360 كيلومترا مربعا وشهدت الفترة الماضية منع الاحتلال الإسرائيلي تصدير المنتجات الزراعية من غزة إلى المحافظات الشمالية الضفة الغربية المحتلة والخارج التي تمثل ما يزيد على 85 من إجمالي صادرات القطاع إلا أن المنع لم يؤثر في الأسعار التي ظلت مرتفعة فيما أثرت في الوقت ذاته وفق بيان لوزارة الزراعة في ما يزيد على 60 ألف أسرة تعمل في قطاعي الصيد والزراعة إلى جانب تأثيرها في التجار والمواطنين لمساهمتها في تكبد الاقتصاد خسائر يومية تصل إلى مليون شيكل إسرائيلي نحو 263 ألف دولار وترجع وزارة الزراعة في قطاع غزة أسباب الارتفاع الكبير في أسعار الخضروات والفواكه إلى الفترة الانتقالية بين فصلي الصيف والخريف وهو موسم غلاء سنوي ويمكن لجولة واحدة في أسواق قطاع غزة ملاحظة ارتفاع أسعار الخضروات الرئيسية مثل الطماطم والبطاطس والبصل والخيار وغيرها إلى معدلات عالية مقارنة بالفترات السابقة كذلك حفاظ الفواكه الصيفية وفي مقدمتها العنب والتين والخوخ واللوزيات على أسعارها المرتفعة رغم تدني أسعارها بعد فترة من بدء مواسمها السابقة ويخلق ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات الرئيسية حالة من الضيق الإضافي لدى أهالي قطاع غزة الذين يعانون بالأساس من تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة التي تجاوزت نسبة 65 ونسب الفقر التي تخطت حاجز 70 إلى جانب اعتماد ما يزيد على 80 على المساعدات الإغاثية والإنسانية ولا يقتنع المواطن الفلسطيني بأي من المبررات الحكومية التي تلقي بظلال الأزمة على الفترة الانتقالية التي تمتد لقرابة أربعة أشهر سنويا ما يستدعي إيجاد بدائل واقعية وحقيقية تتمثل بزيادة المساحات المزروعة أو سد العجز الحاصل بفتح باب الاستيراد للمساهمة في خفض الأسعار ويوضح الناطق باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة محمد أبو عودة أن الغلاء الكبير في أسعار الخضر والفواكه يرجع إلى الفترة الانتقالية التي تشهد تبادل المواسم من خلال انتهاء موسم الزراعات المفتوحة ويبدأ من شهر يونيو حزيران حتى نهاية شهر يوليو تموز وبدء موسم زراعات الدفيئات مطلع شهر أغسطس آب وتعتبر العمود الفقري في العملية الإنتاجية للخضروات بشكل رئيسي ومن بين الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار الخضروات كذلك وفق حديث أبو عودة لـالعربي الجديد التغيرات المناخية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار التي انعكست على فسيولوجية النبات وعلى عملية الإزهار كذلك على وجود بعض الآفات غير المعهودة سابقا أما بخصوص عدم مساهمة منع تصدير المنتجات الزراعية في خفض أسعار الخضروات والفواكه في قطاع غزة فيبين أبو عودة أن السبب بالأساس يعود إلى الفترة الانتقالية التي تفتقر إلى كميات الإنتاج ووجود شح في الكميات المعروضة التي لا تتناسب مع الكميات المطلوبة مشددا في الوقت ذاته على أن الكميات التي تسوق وتصدر إلى خارج القطاع لا تشمل المنتجات الأساسية والمحاصيل الرئيسية كالطماطم والخيار والبطاطس وأن توريدها يقتصر فقط على السوق المحلي وفي ما يتعلق بإمكانية توسيع دائرة المساحات المزروعة للتغلب على الأزمة السنوية يوضح أبو عودة أن الحلول للتغلب على الظروف المناخية مكلفة وأن التفكير بالدفيئات الذكية المزودة بأنظمة معينة ودفيئات ومراوح سيزيد من تكاليف الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار ويعاود أبو عودة التشديد على وجود اكتفاء ذاتي في مساحات زراعة الخضروات يصل إلى 97 وهو ما يفسر التصدير إلى خارج قطاع غزة بعد انتهاء فترة الأزمة والدخول تدريجيا في مرحلة انخفاض الأسعار وصولا إلى ذروة الإنتاج وانهيار الأسعار إلى ذلك يقول المدير العام للسياسات في وزارة الاقتصاد في غزة أسامة نوفل إن الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة منعت خلال الفترة الماضية تصدير الخضروات الأساسية كالطماطم والخيار والبصل وهذا ما يفسر عدم تأثر الأسعار وانخفاضها على الرغم من المنع الإسرائيلي لتسويق المنتجات الزراعية في أسواق الضفة والخارج ولم ينكر نوفل في حديثه مع العربي الجديد الارتفاع الكبير في أسعار الخضروات والفواكه مقارنة بالأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة وعدم تناسبها مع دخل المواطنين اليومي وهذا ما دفع الحكومة إلى التواصل مع القطاع الخاص لتوفير كميات الخضروات الأساسية بأسعار مناسبة إلى جانب فتح باب الاستيراد لبعض الأصناف كالبصل وذلك للوقوف على حالة ارتفاع الأسعار ومحاولة تقويضها والتخفيف من معاناة المواطنين ويعزو نوفل الأسعار المرتفعة للخضروات والفواكه في أسواق قطاع غزة إلى خضوعها لقاعدة العرض والطلب التي تتحكم في عملية الأسعار التوازنية وهي ناتجة بالأساس من تقلب المواسم الزراعية وموجة الحر التي اجتاحت قطاع غزة خلال الفترة الماضية وأثرت بمختلف المحاصيل والمنتجات