قطعة قطعة أسر يمنية تضطر لبيع أثاثها المستعمل لشراء الطعام

53 مشاهدة

في أحد الأحياء الشعبية وسط صنعاء، يقف «أبو عبد الله» أمام متجر صغير لشراء وبيع الأثاث المُستعمَل، يراقب بحزن قطعة من السجاد كان يجلس عليها مع أسرته قبل أسابيع. وبعد لحظات من المساومة، يوافق على بيعها بمبلغ زهيد لا يكفي سوى لتأمين احتياجات بسيطة من الطعام.


يقول «أبو عبد الله»، وهو اسم رمزي لمعلم في مدرسة حكومية لـ«الشرق الأوسط»: «ما كنت أتصور أني سأبيع أثاث منزلي قطعة قطعة، لكن الجوع لا يرحم».


تفاقم الأوضاع المعيشية وانقطاع المرتبات منذ سنوات دفعه إلى بيع آخر ما تبقى من مقتنيات منزله لتأمين لقمة العيش. «آلاف المعلمين يواجهون المصير ذاته في مناطق سيطرة الحوثيين» يضيف المعلم أن وضعه قبل الحرب والانقلاب كان ميسوراً، إذ كان يتقاضى راتباً شهرياً وحوافز تكفي لتلبية متطلبات أسرته، لكنه اليوم يعيش على ما يبيعه من أثاث وأغراض منزلية بعدما فقد مصدر دخله، وتراجع مستوى المعيشة إلى حد غير مسبوق.


في مشهد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تضرب مناطق سيطرة الجماعة، رصدت مصادر محلية انتشاراً واسعاً لأسواق بيع وشراء الأثاث المنزلي المُستعمَل في صنعاء ومدن أخرى خاضعة للحوثيين، بينها الحديدة وذمار وإب.


مشاهد عرض الأسر أثاث منازلها في شوارع صنعاء، خصوصاً في أسواق الرباط والحصبة وشعوب وبيت بوس والصافية والسنينة، باتت مألوفة، إذ يعرض المواطنون ثلاجات وغرف نوم وأدوات مطبخ، وحتى الستائر والسجاد، في سبيل الحصول على المال.


انعكاس للفقر


يقول خالد، وهو الاسم الأول لتاجر أثاث مستعمَل بحي الرباط في صنعاء: «يأتينا يومياً أناس جدد يبيعون أغراضهم المنزلية من ثلاجات وغسالات وشاشات تلفزيون وأدوات مطبخ. ترى على وجوه بعضهم ملامح الحسرة والقهر، بعد أن دفعتهم الحاجة إلى بيعها».


يضيف أن «حركة البيع هذه لم تعد كما كانت قبل الحرب، حين كان الأثرياء يجددون أثاثهم ويبيعون القديم، بل أصبحت اليوم انعكاساً للفقر المدقع الذي يعيشه الناس». ويقول: «كنا نشتري سابقاً من الأسر الميسورة، أما الآن فنشتري من أسر معدمة تبحث عمّا يسد رمقها».


يرى اقتصاديون أن هذا التحول يعكس

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عدن تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح