قصر الباشا استغراق سهل في الأدب البوليسي

20 مشاهدة

تعاني السينما المصرية منذ عقود من حضور خجول للأفلام البوليسية، تلك التي ترتبط بعالم الأدب البوليسي وتستقي منه حرفية بناء الهواجس الإنسانية والانفعالات التي تحكم تفاعلات هذه التجربة، وفق شروط عدة، منها مكان وقوع الجريمة، ومدى قرابة المشتبه بهم من الضحية، أو هوية المحقّق الذي يسعى إلى كشف الجاني، إن لم يكن هو نفسه الجاني، كما حدث أحياناً في روايات أغاثا كريستي.
في فيلمه قصر الباشا، يحاول المخرج محمد بكير الاقتراب من هذه العوالم الأدبية عبر اقتباسها سينمائياً، فهل نجح في صناعة فيلم بوليسي مصري يمثّل عودة حقيقية للنوع؟ أم أنه لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة ضعف الإنتاج السينمائي المصري في الآونة الأخيرة؟
تبدأ القصة مع علي نسر (أحمد حاتم)، الروائي الناجح الذي تجمعه صداقة بصاحب فندق كبير في أسوان، يطلّ على النيل ويضم تحفاً وآثاراً ثمينة. هذا الأب، فؤاد الباشا (حسين فهمي)، يخشى على تركته قبل موته، فيورث كبير الخدم قصره مع ثلاثة من أبنائه، في محاولة لإجبارهم على إعادة التفكير في مصير القصر قبل بيعه. تنطلق الحبكة الأولى من مقتل هذا الخادم، الذي يفتح مقتله الطريق نظرياً لبيع القصر، غير أن تدخل الشرطة يقوّض أي محاولة للبيع، ويعطي أولوية للتحقيق مع الأبناء الثلاثة والوقوف على هوية الجاني بينهم.
يعتمد السيناريست محمد ناير في النص على اقتباس أكبر عدد ممكن من الحبكات البوليسية، ويذهب معه المخرج محمد بكير إلى أبعد مدى في خلق عالم للبطل بوصفه كاتباً، مضيفاً تأثيرات غرائبية مرتبطة بعالم الأدب البوليسي، سواء على مستوى شخصية البطل أو على مستوى الحكاية نفسها. ومع تعدد الحبكات في النصف الثاني من الفيلم، يصل الأمر إلى حدّ التشكيك في أن المخرج اطّلع على معظم موتيفات الأدب البوليسي ليقوم بابتذالها، بدلاً من تمصيرها أو ابتكار جديد فيها يمكن أن يقنع المشاهد بأن عالماً كهذا يمكن أن يوجد في أجواء مصرية جنوبية.
لا يبدو أن صنّاع الفيلم التفتوا إلى مسألة قابلية التصديق من عدمها، بقدر ما انشغلوا بإنجاز

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح