قسمة ونصيب كل هذا الابتذال على الشاشة

١٢٨ مشاهدة
يبدو أن حمى استنساخ الدراما التركية وتعريبها قد انتقلت إلى برامج تلفزيون الواقع العربية فعرضت أخيرا النسخة العربية من البرنامج التركي Maison damour الذي قدمته الممثلة والمذيعة اللبنانية ريتا حرب وحمل اسم قسمة ونصيب تقوم فكرة البرنامج على جمع شباب وفتيات في جزيرة معزولة ليجدوا هناك الحب الحقيقي ويحصل الثنائي الفائز في نهاية البرنامج على جائزة مالية قدرها 30 ألف دولار لا يمكننا فهم إعادة إنتاج هذا النوع من البرامج في وقتنا الحاضر بعدما باتت تطبيقات المواعدة منتشرة في كل دول العالم بما فيها المجتمعات المحافظة وبات بناء العلاقات بمفهومه التقليدي مختلفا كما أن هذا النوع من البرامج تحديدا لم يلق استحسان الجمهور عند طرحه عربيا لأول مرة في عام 2008 إذ قدمت وقتها قناة LBCI برنامجا يحمل الاسم نفسه أي قسمة ونصيب وكان بدوره النسخة العربية من البرنامج الأميركي Mommas Boys قامت فكرة البرنامج حينها على مشاركة مجموعة من الشباب مع أمهاتهم ليكون لهن دور في اختيار شريكة حياة أبنائهن لاقى البرنامج انتقادات كثرة من الصحافة بسبب ترسيخ مفاهيم رجعية حول الزواج وخلق دراما مبتذلة لجذب المشاهدين حصرا إضافة إلى ذلك برزت وقتها اتهامات لصناع برامج تلفزيون الواقع عامة بإغراء المشتركين بالمبالغ المالية خصوصا أن الجوائز المالية التي كانت تقدم للفائزين كانت كبيرة وعلى الرغم من سذاجة المحتوى والطرح حينها كان البرنامج بالنسخة القديمة يقدم محتوى ترفهيا وفنيا فتابع الجمهور استعراضات راقصة وغنائية بحضور نجوم الغناء من الوطن العربي ضمن حلقات البرايم الأسبوعية على غرار باقي برامج تلفزيون الواقع المخصصة للمواهب الشابة كبرامج ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرهما أما النسخة الحالية من البرنامج فهي خالية من أي نوع من أنواع الترفيه باستثناء المحتوى المبتذل الذي يعتمد بالكامل على الأحداث اليومية البسيطة والثرثرة والأحاديث المفتعلة غير المسلية إضافة إلى ذلك أن المشاهد يلاحظ في النسخة الجديدة من البرنامج العديد من الهفوات الغريبة أبرزها ادعاء أغلب المشتركات أنهن من بلدان المغرب العربي رغم أن لهجتهن تكشف أنهن سوريات حيث يتكلمن باللهجات الشامية أو الحلبية وينطقن مصطلحات من قلب الشارع السوري من الصعب أن تكون مألوفة من أهل المغرب العربي وهو ما يضع مصداقية البرنامج على المحك كما أن قسمة ونصيب يروج للكثير من الأفكار الرجعية حول مفهومي الزواج والحب كأن الزوجة الفضلى هي صاحبة الجسد الأجمل والزوج الأفضل هو الأكثر ثراء خصوصا أن أغلب المشتركات تتراوح أعمارهن بين 18 22 عاما حيث تشجعهن مقدمة البرنامج ريتا حرب على استغلال فرصة اختيارهن في البرنامج لإيجاد عروس مناسب بأسرع وقت ممكن وللمفارقة ريتا حرب نفسها صرحت في أكثر من مرة للإعلام أنها تندم على زواجها بعمر صغير 17 سنة وتعتبر ذلك أكبر أخطائها وترجح ما حدث معها إلى قلة الوعي لدى الأهل حينها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح