قراءة تحليلية لنص نور اللحجية لـ أحمد سيف حاشد

يمنات
تمّت قراءة نص “نور اللحجية” للكاتب والبرلماني أحمد سيف حاشد، والمنشور في كتابه “فضاء لا يتسع لطائر” بواسطة الذكاء الاصطناعي من ثلاث زوايا متكاملة: وجدانية، بلاغية، وتحليلية.
ركّزت القراءة الوجدانية على تجربة السارد الداخلية من انبهار وخجل وصراع نفسي أمام جمال نور، بينما بيّنت القراءة البلاغية الأسلوب اللغوي، الصور الرمزية، والإيقاع المتوتر للنص، وأبرزت القراءة التحليلية شخصية الكاتب، الصراع الداخلي، والسلطة الرمزية للجمال، لتقدّم رؤية شاملة حول النص كعمل أدبي وجداني وجمالي.
ينتمي نص “نور اللحجية” للكاتب والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد بوضوح إلى السرد الوجداني الاعترافي، حيث يتكئ على صوت المتكلم بوصفه مركز التجربة، ويجعل من “نور” فكرةً قبل أن تكون شخصية، ومن الجمال حالةً وجودية لا مجرد وصف جسدي.
سلطة الجمال
لا تُقدَّم “نور” كطالبة جامعية عادية، بل كقوة طاغية، كـ«حجة» و«قبس» و«معجزة». الجمال هنا ليس متعة بريئة، بل سلطة تُخضع الكاتب، وتعرّي هشاشته الداخلية.
هذا التحول من الإعجاب إلى الاستعباد النفسي هو محور النص، ويتكرر عبر مفردات: عبد، مملوك، خانع، ذليل، في مقابل مفردات الحرية والإنكار.
وهنا يكون الصراع الحقيقي ليس مع “نور”، بل مع الذات.
ثنائية العاشق
أجمل ما في النص تلك الاستعارة المتكررة لفعل النظر بوصفه سرقة. وهنا لا يرى حاشد نفسه عاشقًا شجاعًا، بل لصًا خائفًا، يختلس النظرة كما تُختلس الأسرار.
هذا الإحساس بالذنب يمنح النص صدقه الإنساني؛ فالعشق هنا ليس بطوليًا ولا متفاخرًا، بل مرتبك، خجول، محاصر بالعيون.
رموز
القاعة: مسرح الرهبة قاعة المحاضرات تتحول إلى فضاء رمزي: الأمام: الانضباط، العقل، الأستاذ.
الخلف: الدهشة، الفتنة، نور.
اختيار الكاتب للجلوس في الصف الأول ليس صدفة؛ إنه محاولة أخلاقية للتماسك، لكنه تماسك هش، يُخترق عند كل التفاتة. حركة العنق، الطقطقة، الالتواء… كلها تفاصيل جسدية تعكس عذاب الرغبة المكبوتة.
اللغة
نص” نور اللحجية”مشبع بإحالات دينية (الوحي، الشهب، السموات، الحجة، الكعبة)، لكنها لا تأتي وعظية، بل كوسيلة لتضخيم التجربة العاطفية حتى تصبح كونية.
والعشق هنا يُقارب الإيمان، والنظر يُقارب التلقي، ونور تكاد تكون آية لا تُمس.
ارسال الخبر الى: