قراءة تحليلية لنص البحث عن مكان أنام فيه لـ أحمد سيف حاشد

يمنات
تأتي هذه القراءات التحليلية المتعددة لنص «البحث عن مكان أنام فيه» للحقوقي والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد، والمنشور في كتابه “فضاء لا يتسع لطائر” بوصفها محاولة مركّبة استثمرت ذكاءً تحليلياً مُعزَّزاً بالأدوات الحديثة للذكاء الصناعي، لإضاءة النص من زوايا سوسيولوجية وسياسية وسيكولوجية ونفسية – عائلية.
لقد سعت هذه المقاربات إلى تفكيك البُنى العميقة التي يحفرها النص تحت سطح السرد الطفولي، وقراءة التجربة بوصفها مرآة لبنية اجتماعية ريفية، ونظام سياسي قهري، ونفس تتشكّل بين الخوف والتمرّد، وأسرة تُعيد إنتاج السلطة داخل علاقاتها.
تركز القراءة السوسيولوجية لنص “البحث عن مكان أنام فيه” للكاتب والبرلماني اليمني أحمد سيف حاشد، على البنية الاجتماعية والثقافية التي تشكّل خلفية التجربة الشخصية، وعلى علاقة الفرد بالمجتمع والسلطة والبيئة القروية.
بين العنف الأسري وبنية السلطة الأبوية
يكشف النص بوضوح عن بنية اجتماعية راسخة تقوم على السلطة الأبوية الصارمة، حيث يمارس الأب دور “المالك الوحيد” للجسد والقرار.
العقاب الجسدي القاسي الذي يدفع الطفل إلى الهرب ليس حدثاً فردياً، بل انعكاساً لثقافة اجتماعية ترى التأديب واجباً أخلاقياً.
هروب الطفل ليس فقط خوفاً من الألم، بل تمرّدًا غريزياً ضد منظومة تنتج الخضوع والطاعة بوصفها سلوكاً معيارياً.
هذه التجربة تلامس إشكالية اجتماعية أوسع: الفرد في المجتمعات الريفية التقليدية ليس “ذاتاً مستقلة”، بل امتدادٌ للعائلة، وتجاوزه للحدود يراه المجتمع خروجاً على النظام الكلي.
منتج اجتماعي
الطقوس الشعبية عن عذاب القبر، ومشاهد منكر ونكير، وحكايات “الطاهش” والضباع، ليست مجرد خيالات طفل، بل منتج ثقافي جماعي تتوارثه القرى.
هذه القصص تعمل اجتماعياً كآليات للضبط الأخلاقي، وأدوات لترسيخ الامتثال الديني، ووسائل لتشكيل الضمير الجمعي وتحديد حدود “المسموح والممنوع”.
والخوف في النص ليس نفسياً فقط، بل جزء من “بنية رمزية” تنتج الأوهام كأدوات للردع.
والمقبرة هنا ليست مكاناً مهجوراً فحسب، بل مساحة مقدّسة محمّلة بمخزون هائل من الأساطير المحلية التي تصنع رهبة أكبر من رهبة الواقع.
فاصل بين الحياة والموت
يمثّل لجوء الطفل إلى المقبرة محاولة لا واعية للبحث عن مأوى خارج المجال الاجتماعي. لكن المقبرة
ارسال الخبر الى: