قراءة تحليلية لنص استجداد وتعري لـ أحمد سيف حاشد

يمنات
تُقدّم هذه المادة مجموعة من التحليلات النقدية المتنوعة لنص “استجداد وتعري” لـ”أحمد سيف حاشد”، المنشور ضمن كتابه “فضاء لا يتسع لطائر”، بالاستعانة بمنهجيات تحليل نصوص مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
يعرّي الكاتب والبرلماني أحمد سيف حاشد في هذا النص الذات والسلطة معًا، كأن الكتابة هنا فعلُ تعرٍّ من الأقنعة.. مشرط جراح يزيل الزيف.. فتح الوعي على الضوء.. عملية تشريحٍ مزدوجة للسلطة والذات.
إنه ليس مجرد سردٍ للأحداث، بل ارتحالٌ كونيٌّ بين فضاءات الوجع الإنساني فيه تتحوّل التجربة الفردية إلى كونٍ موازٍ، يجتمع فيه الشخصي بالجمعي.. لوحة فنية تجمع بين العمق الفلسفي والجمال الأدبي. مزج بين الألم والرؤيا، والتجربة الفردية بالوجع الجمعي.
” استجداد وتعري” نصّ يسعى إلى تحرير الإنسان من خوفه الأول: خوفه من العُري أمام الحقيقة، ومن الانكشاف أمام ذاته التي تتوق إلى فضاءات الحرية.
يؤسس أحمد سيف حاشد في هذا النص لكتابة جديدة في الأدب اليمني — كتابة تتخذ من الجسد مدخلاً للفكر، ومن السيرة مدخلاً للفلسفة، ومن التجربة الشخصية مرآة للواقع السياسي والاجتماعي.
نصٌّ يعرّي العالم
في كتابته «استجداد وتعرٍّ»، لا يتحدث أحمد سيف حاشد بلسان السيرة وحدها، بل بلسان الإنسان حين يُدفع إلى أقصى حدود التجربة.
هو نصّ يبدأ من الذاكرة العسكرية لينتهي في عتبة الفلسفة الوجودية. من “الاستجداد” إلى «التعرّي» كفعل تحرّر صادم.. يخطّ الكاتب رحلة الجسد وهو يعبر من القسر إلى الوعي، ومن الطاعة إلى السؤال.
النصّ في جوهره تجربة مزدوجة: تجربة قهرٍ تصنع الجسد العسكري، وتجربة وعيٍ تهتك حجب الخوف.
ولعل جمال هذا النصّ أنه لا يكتفي بأن يروي، بل يفكّر من داخل الألم، ويحوّل المعاناة إلى فكرة، والفكرة إلى احتجاج، والاحتجاج إلى معنى فلسفي يخصّ الإنسان في كل زمان ومكان.
حين يختبر الجسد حدود الطاعة
في الصفحات الأولى يضعنا حاشد أمام تجربة “الاستجداد” في الكلية العسكرية: خمسة وأربعون يوماً من الانضباط الحديدي، والعقوبات المذلة، والرهان على البقاء للأقوى.
لكن ما يبدو تدريبًا جسديًا سرعان ما يتكشف عن كونه طقسًا سلطويًا لإخضاع الإنسان.
ارسال الخبر الى: