قلق قبلي في شرق ليبيا من تزايد نفوذ خليفة حفتر

٧٣ مشاهدة
تبدي الأوساط القبلية في شرق ليبيا قلقا متزايدا دفعها للتعبير عن مواقف غاضبة من توسع نفوذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر وسيطرة مليشياته مطالبة أبناءها بـالمساواة خاصة مع سعي الأخير الى إعادة هيكلة بناء قيادته من عناصر موالية له تنتمي لقبيلة الفرجان التي يتحدر منها وفي آخر تلك المواقف مطالبة قبيلة المنفه بطبرق خلال اجتماع ضم قياداتها مساء الاثنين الماضي قيادة حفتر بتوضيح ما وصفته بـالمشاريع الغامضة في المنطقة الحدودية الشرقية مع مصر حيث يعيش أبناء المنفه وتزامن إطلاق تلك المشاريع مع أنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية بالمنطقة ما أثار مخاوفهم من ارتباط تلك المشاريع بأهداف سياسية خارجية وليس بقصد التنمية وعبر المجتمعون بحسب فيديو أظهر جزءا مما جرى التداول بشأنه خلال الاجتماع عن رفضهم لإجراءات حجز مليشيات حفتر لمساحات واسعة من أراضيهم وضمها لمشاريع ترفع شعار التنمية دون استشارتهم وإشراكهم فيها بالإضافة لنشر عدد من النقط والحواجز الأمنية في المنطقة معتبرين ذلك إهانة لهم وفيما لم يصدر أي رد من جانب قيادة حفتر على الفور خرج عدد من النشطاء الموالين لحفتر من مدينة طبرق عبر وسائل إعلام محلية للتأكيد على ولاء طبرق للواء المتقاعد وقيادته لكن الناشط عقيلة الأطرش المطلع على تفاصيل الاجتماع أكد أن هدفه كان للتشاور حول موقف القبيلة وأهل طبرق من تصرفات وممارسات الفرق الأمنية التابعة للكتيبة 106 التابعة لنجل حفتر خالد والمكلفة بتأمين طبرق صلاحيات مطلقة لفرق حفتر الأمنية أوضح الأطرش في حديثه لـالعربي الجديد أنه منذ أن افتتح خالد معسكرا لكتيبته في طبرق نهاية عام 2022 باتت سيطرة فرقه الأمنية تتزايد وتمارس صلاحيات مطلقة دون الرجوع للمجلس البلدي أو مديرية أمن طبرق وآخرها الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في المنطقة بحجة ضمها لمشاريع التنمية والبناء التي يقودها نجل حفتر الآخر بلقاسم الذي يترأس صندوق الإعمار بالمنطقة الشرقية واستبعد الأطرش أن يقدم حفتر على اعتقال مشاركين في الاجتماع القبلي في طبرق مرجحا أنه سيلجأ لسياسة التجاهل في الوقت الذي سيحاول فيه تحريك أنصاره في المنطقة لإظهار الولاء له ولفت المتحدث ذاته إلى أنه إجراء سبق أن تعامل به حفتر مع قبيلة الدرسة التي نظمت اجتماعات علنية للمطالبة بالكشف عن مصير ابنها عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي الذي اختفى في بنغازي منذ منتصف مايو أيار الماضي واستدرك الأطرش بالإشارة إلى أنه إذا شكلت تحركات أي قبيلة خطرا مباشرا عليه فيستخدم العنف كما هو الحال مع قبيلة البراغثة التي اعتقل العشرات من أبنائها وأغلق بنغازي لأسبوع كامل إثر أحداث اعتقال وزير الدفاع السابق المهدي البرغثي في أكتوبر تشرين الأول الماضي قبل أن تتبلغ قبيلته بمقتله وتعد هذه القبائل من أكبر قبائل شرق البلاد بالإضافة لقبيلة العبيدات حيث تتقاسم النفوذ كل في رقعة انتشارها وتعتبرها وفق التقليد الموروث أمرا مقدسا ومرتبطا بتاريخها بحسب تعبير الأطرش الذي يرى أن حفتر أصبح هو الآخر يهتم بهذا الأمر مدركا خطورته فمنذ أشهر وهو يصدر القرارات لإقصاء الشخصيات التي تتحدر من قبائل قد تشكل له قلقا ويعين بديلا عنها شخصيات من قبيلته قبيلة الفرجان في مراكز قيادته العليا والحساسة ومنها تعيين أولاده قادة لأقوى مليشياته كصدام قائد القوات البرية وخالد قائد القوات الأمنية حفتر يحيط نفسه بأقرب الموالين وبعد سنوات من قيادته لمليشيات اللواء طارق بن زياد ثم تكليفه آمرا لعمليات القوات البرية أعلنت قيادة حفتر تسلم صدام حفتر رئاسة أركان القوات البرية مطلع يونيو حزيران الجاري وتم ضم كل المليشيات المنتشرة في وسط وجنوب البلاد لأمرته ونهاية العام الماضي أصدر حفتر قرارا بإنشاء رئاسة جديدة أطلق عليها رئاسة أركان الوحدات الأمنية وعين نجله الآخر آمرا لها وضم كتيبتي خالد بن الوليد و106 المنتشرتين في أغلب مناطق الشرق الليبي إلى رئاسته وفي آخر إجراءات حفتر الهادفة لإحاطة نفسه بشخصيات من قبيلته عين زوج ابنته أيوب الفرجاني سكرتيرا خاصا لديه بديلا من اللواء خيري التميمي بالإضافة لابن عمه أيوب الفرجاني قائد الكتيبة 166 آمرا لحرسه الخاص ولفت الأطرش إلى أن إجراءات حفتر الأخيرة تعني في الثقافة القبلية إقصاء لها مشيرا إلى أن الوضع الحالي مرتبط بأسباب أخرى سابقة جعلت تلك القبائل تنظر لحفتر كخائن استخدم أبناءها وقودا لحروبه ليصل إلى مكانته الحالية من دون أن يشركها في الحكم وهو ما قالته قيادات في قبيلة البراغثة عندما استخدمها في بنغازي وأقصاها وكذلك قبيلة المغاربة في أجدابيا عندما استخدمهم في السيطرة على الهلال النفطي واستبعدهم ولذا الآن الشراكة في المشاريع التنموية هو عنوان المطالب في المقابل اعتبر الأكاديمي أحمد العويب أن اجتماع قبيلة المنفه مختلف عند قراءة توقيته ومكانه وربما يكون فاتحة نحو تشجع غيرها لبناء توازنات جديدة في المنطقة موضحا في تصريح لـالعربي الجديد أن ذلك يعزى إلى تركيز المجتمعين في طبرق في حديثهم حول المشاريع الواقعة على الحدود المشتركة مع مصر ووصفها بالغامضة وكذلك ربطها بالأحداث المتعلقة ببناء قاعدة عسكرية وقال هم يقصدون بلا شك القاعدة العسكرية الروسية في طبرق وإعلان حفتر عن زيارات قطع روسية بحرية هو ما أثار المخاوف أكثر وعلينا أن نتساءل الآن هل يكون وراء هذا الاجتماع ظل مصري قد يعكس قلقا من القاهرة ومخاوف من إنشاء قاعدة على بعد خطوات من حدودها التي تستولي مليشيات حفتر على مساحات واسعة من الأراضي على تخومها بحجة التنمية وأشار العويب الى أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يتحدر من قبيلة المنفه شخصية قيادية بارزة لها صلات وقرب من السياسات المصرية مضيفا أن المنفه قبيلة لها احترامها الخاص في الوسط الاجتماعي شرق البلاد فعمر المختار أبرز رموزها التاريخية وربما تحمل هذه الشخصية وجهادها ضد المستعمر في التاريخ رسالة ما للروس وحفتر على حد سواء فالإرث الجهادي مكون أساسي من مكونات النفوذ والمكانة التي تحرص القبائل على التمسك والحفاظ عليها ويمثل أساسا في الكثير من الأحيان لقرارتها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح