عرف قبلي نادر باليمن المرأة ليست ضعيفة بل هي الفيتو الذي يلغي أي خصومة

60 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل
ارشيفية

في قلب محافظة البيضاء اليمنية، وفي منطقة رداع قيفه تحديدًا، تنبض تقاليد وأعراف قبلية فريدة من نوعها، تحوّل المرأة إلى رمزٍ مقدّس لا يُمسّ، وتضعها خارج دائرة النزاعات مهما اشتدّت وتيرتها أو تعقّدت أسبابها. ففي مجتمعٍ يُعرف بصلابة عاداته وقوة نفوذ العرف القبلي، برزت قوانين غير مكتوبة لكنها مُلزمة، تُحيط المرأة بهالة من الحصانة والقداسة، وتمنع أي طرف من استغلال وجودها أو المساس بها تحت أي ظرف.

2a05:d012:12a:b100:1ed9:c56e:8112:ff58

بحسب ما يرويه أبناء المنطقة ويتناقلونه جيلًا بعد جيل، فإن مجرد وجود المرأة برفقة رجلٍ — سواء كانت والدته، زوجته، أخته، أو ابنته — يُعتبر حرمة تمنع أي اعتداء عليه، حتى لو كان هذا الرجل طرفًا في خصومة دموية. ولا يقتصر الأمر على الحماية أثناء التنقل، بل يمتد ليشمل مواقف أكثر دقةً وإنسانية؛ فعندما تدخل امرأة إلى مكانٍ يشهد حصارًا بين غُرماء، يُنظر إليها على أنها ضامنة تُلزم الأطراف بإنهاء الحصار والسماح للمحاصَرين بالخروج بأمان، دون خوف أو انتقام.

ومن العادات المدهشة أيضًا، أن مرافقة المرأة لرجلٍ مريض أو عائد من غيابٍ طويل — كمن عاد من السفر أو من سجن أو حتى من معركة — تمنحه حرمة مؤقتة، تُلزِم الجميع باحترامه وعدم التعرض له، وكأن المرأة هنا ليست مجرد رفيقة، بل راية سلام تُرفع فوق رأسه لتُعلن حرمته.

ولا تقف هذه الأعراف عند حدود حماية المرأة، بل تمتد لتشمل مبادئ أخلاقية راسخة في إدارة الصراعات. ففي رداع قيفه، يُحرّم العرف القبلي الغدر أو القتل من الخلف، ويُجرّم الاعتداء على شخصٍ أعزل لا يحمل سلاحًا، حتى لو كان خصمًا لدودًا. بل إن هذه الأخلاق تُطبّق حتى في أوج المواجهات، حيث يتحول الطعام والمشاركة في المناسبات الاجتماعية — كالولائم والأعراس — إلى هدنة مؤقتة تُعلّق فيها الخصومات، ويُجلس الأعداء جنبًا إلى جنب، تجمعهم لقمة واحدة وضيافة لا تُرفض.

يؤكد شيوخ وأبناء منطقة رداع قيفه أن هذه التقاليد ليست مجرد قواعد للتعايش، بل هي إرثٌ حضاري وإنساني يعكس فهمًا عميقًا لدور المرأة كرمز

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح