ما قالته الحرب 1 2

69 مشاهدة

عندما جرّبت إسرائيل والولايات المتحدة الاستثمار في اللحظة الخاطفة، بدأت تصريحات ترامب تدعو إيران إلى استسلام غير مشروط، لكنّ إيران امتصّت اللحظة، فتغيّرت اللهجة الأميركية وصولًا إلى مرحلة وقف إطلاق النار.

فشل الرهان الإسرائيلي والأميركي على اللحظة الخاطفة في الثالث عشر من حزيران؛ ومع فشل تلك اللحظة لم يعد من الممكن أن نعود إلى اللحظة التي سبقت ذلك الرهان، والتي سبقت الحرب كلها.

كان الرهان الأكبر على إحداث خلل في النظام السياسي، وخلل في القيادة العسكرية، بالتزامن مع تحريك خلايا نائمة أعدّ لها الموساد طويلاً، للهجوم بالمسيرات من داخل إيران، والانقضاض على مؤسسات الدولة وإلحاق الضرر ببنيته العسكرية؛ وتحديداً أنظمة الدفاع الجوي.

ليس من الغرابة في شيء، ولا هوساً بنظرية المؤامرة، القول إن انطلاق المفاوضات غير المباشرة نفسها، التي سبقت الحرب، كانت ستاراً لتلك اللحظة، وجزء من خطة التضليل الاستراتيجي لواشنطن و”تل أبيب”.

ما حدث، أقلّه عسكرياً، كأنه نسبياً حرب أكتوبر 1973 معكوسة، فبعد نجاح اللحظة الخاطفة للجيشين المصري والسوري؛ بادر الاتحاد السوفياتي آنذاك إلى طرح مشروع لوقف إطلاق النّار، رفض هنري كسنجر المقترح، لأنه يرى أن التوقيت المناسب لأي وقف لإطلاق النّار يحدث على أكتاف وضعية ميدانية مناسبة لـ”إسرائيل”، واستمرت المماطلة إلى حين لحظة “ثغرة الدوفرسوار”، لتكون بذلك نهاية الحرب مناسبة لواشنطن و”تل أبيب”.

عندما جرّبت “إسرائيل” والولايات المتحدة الاستثمار في اللحظة الخاطفة، بدأت تصريحات ترامب تدعو إيران إلى استسلام غير مشروط، ولكن إيران امتصت اللحظة وتجاوزتها؛ وبتوظيفها الفعّال لقدراتها الصاروخية خلقت واقعاً ميدانياً جديداً لما بعد الصدمة؛ وتغيّرت اللهجة الأميركية وصولاً إلى البحث عن فعل تفاوضي جديد عبر وسيط الترويكا الأوروبية؛ والقفز بعدها إلى مرحلة وقف إطلاق النّار.

وإذا كانت “إسرائيل” عام 1973 وقفت على قدميها بفعل جسر النار الأميركي، بعد أن طلب كسنجر من معاونيه عدم إيقاظ نيكسون من النوم لأنه شخص انفعالي وقد يربك المشهد، فإيران الهادئة بكلّها، استعادت المبادرة بمحض روافعها الداخلية الخاصة، الداخلية الخاصة تماماً.

الألم وقلق الاستنزاف أوقفا الحرب

إذا كان مبدأ الحروب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح