قابلات بالخبرة ولادات تحسم بالصدفة لا بالطب
👁️ 6
⏱️ 9 د
A+
A-
إب- غادة الحسيني
في القرى البعيدة.. حيث تختصر الولادة في غرفةٍ طينيةٍ وشمعةٍ وكفّ قابلةٍ بالخبرة؛ تدفع نساء كثيرات أثمانًا باهظةً لمخاطرةٍ لم يخترنها.. نزيف يفاجئ اللحظة، أو طفل يختنق قبل أن يرى الحياة، أو أمٌ تغيب تحت وطأة تعسّرٍ لم يجد من ينقذها.. خلف هذه القصص وجع صامت يرويه الريف كل يوم؛ ولأن هذه الحقيقة تستحق أن تقال بصوتٍ عالٍ.. كان لا بد من الحديث عنها.
في قرية الأحواد، محافظة إب، تجهّز “عمادة مجمل” عدّتها داخل حقيبةٍ صغيرة عند استدعائها من أحد أهالي القرية أو القرى المجاورة.. لتوليد نسائهم حين يبدأ ألم المخاض.
عمادة هي القابلة الوحيدة في تلك المنطقة النائية.. ورغم أنها لم تدرس ولا تعرف القراءة والكتابة.. إلا أنها تمارس مهنة القبالة بالخبرة التي توارثتها عن أمها.
لا تزال اليمن تعاني واحدةً من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة.. بنسبة 183 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة حية، .
ويقول الصندوق: “إن الصراع الممتد لسنواتٍ أنهك النظام الصحي الوطني في ظل أزماتٍ مناخية متكررة، وأوضاعٍ اقتصادية غير مستقرة”. مضيفًا أن حوالي 40% من المرافق الصحية تعمل إما بشكل جزئي أو متوقفة تمامًا عن الخدمة. ويعود ذلك إلى النقص في الطواقم، التمويل، الكهرباء، الأدوية، والمعدات؛ ما يترك الملايين دون رعايةٍ كافية.
وتقول عمادة: “إن الأهالي يستدعونها دائمًا في كل ولادةٍ.. ولا يوجد غير عائلتين في القرية يأخذون نساءهم للولادة في المركز الصحي الموجود بالمديرية.. والذي يبعد عن القرية قرابة ساعة، رغم وعورة الطريق الذي لا تستطيع جميع السيارات العبور فيه.. ويقتصر الأمر على أنواعٍ من مركبات الدفع الرباعي فقط.
في اليمن، ستٌ من بين كل عشر ولادات تتم دون وجود قابلة، وأربعٌ من كل عشر نساءٍ لا يحصلنّ على رعاية ما قبل الولادة. وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن. ويقول الصندوق: “إن نقص التمويل خفّض عدد القابلات المتدربات أو الموظفات بدعمٍ الصندوق للعام 2025 من 1,492 قابلة إلى النصف.
تأتي
ارسال الخبر الى: