فورين بوليسي كيف ستغير الضربات الإسرائيلية على الحوثيين المشهد في اليمن ترجمة خاصة

84 مشاهدة

من السهل تضخيم الضربات الإسرائيلية على قيادة جماعة الحوثيين في صنعاء. فمنصب مثل رئيس الوزراء قد يبدو قمة السلطة، وقد يبدو مقتل اثني عشر عضوًا في الحكومة بمثابة هزيمة نكراء. إلا أن ما يُسمى برئيس الوزراء أحمد الرهوي وحكومته - وهم حوثيون مُعينون خلف واجهة حكومية - برزوا في الساحة العامة، مُصافحين الموالين، ومُتفاوضين مع الوكالات الدولية. كانوا الوجه الأضعف لجماعةٍ تُشكك في الغرباء، وتُهوى السيطرة، لدرجة أن السلطة الحقيقية ظلت محصورةً في دائرة ضيقة من العائلة والحلفاء.

مع ذلك، فإن مقتلهم، حتى وإن لم يكن ذا أهمية كبيرة للاستقرار الإقليمي، قد أثار شيئًا ما في مخيلة اليمنيين الذين استسلموا لصراع هذه الميليشيا إلى أجل غير مسمى. ما كشفته الضربات كان مُعبّرًا بقدر ما دمّرته: حركةٌ بُنيت لامتصاص الخسائر الظاهرة مع حماية مراكز قوتها الحقيقية.

كان الرحاوي نفسه الخسارة الأبرز، فهو رجل اختير رئيسًا للوزراء في أغسطس/آب 2024، ليس لثقله السياسي، بل لفائدته الرمزية. بصفته جنوبيًا ينتمي إلى حركة متجذرة في المرتفعات الشمالية، كان وجوده يهدف إلى إبراز الشمولية في حكومة كانت تحتكرها النخب الشمالية الطائفية. كان دوره الحقيقي هو توفير غطاء للوحدة الوطنية، وليس ممارسة السلطة.

إلى جانبه، سقط وزراء الخارجية، والعدل وحقوق الإنسان، والثقافة، والزراعة، والإعلام، وغيرهم - في حملة شعواء على الحكومة منحت الحوثيين مظهرًا خارجيًا للحكم. كما أسفرت الضربات عن مقتل أو إصابة نواب في وزارتي الداخلية والدفاع، مما كشف عن هشاشة رجال كانوا غالبًا ما يتحركون بحرية أكبر لأنهم لم يكونوا يومًا جزءًا من الدائرة المقربة للحوثيين.

كل هؤلاء كانوا شخصيات اختاروا تقديم أوراق اعتمادهم لجهود الميليشيا لتحقيق الشرعية، ليصبحوا متواطئين في نظام هيمنة مارس الوحشية على اليمن واليمنيين.

إلا أن الخسارة الأعمق هي خسارة نفسية. لسنوات، اعتمد الحوثيون على تصور أنهم لا يُمسّون، وقادرون على امتصاص الضربات والخروج أقوى. لكن مشهد عبد الملك الحوثي وهو يلقي خطابًا متلفزًا، حتى في الوقت الذي كان يُقتل فيه وزراؤه، حطم أسطورة الحصانة تلك.

يثير التوقيت تساؤلات مزعجة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الموقع بوست لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح