متابعات..|

كشفت مجلةٌ أمريكية أن السياسات الإسرائيلية الأخيرة، خَاصَّة خلال العدوان على غزة، أَدَّت إلى تغييرات جوهرية في مواقف دول المنطقة، وأحدثت شقوقًا عميقة في النظام الإقليمي المدعوم أمريكيًّا، معتبرة أن واشنطن ستدفع ثمنًا كَبيرًا لتجاهلها هذه التحولات.

وأكّـدت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في تقرير مطوَّل، أن عددًا متزايدًا من الدول العربية بات ينظر إلى (إسرائيل) كخطر مشترك، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، بما في ذلك ضرب قيادات من حركة حماس داخل قطر في سبتمبر الماضي، ساهمت في زعزعة الثقة بالمظلة الأمنية الأمريكية التي طالما اعتُبرت حجر الزاوية في أمن الخليج.

ووصفت المجلة هذه التحَرّكات بأنها أتت بنتائجَ عكسية تمامًا؛ إذ بدلًا عن أن تعزز علاقات “إسرائيل” بالدول العربية، عزلتها إقليميًّا، وجعلت حتى شركائها السابقين أكثر تحفُّظًا تجاه التعاون معها.

خطط الاحتلال تُفشِلُ نفسَها

وأوضحت “فورين أفيرز” أن (إسرائيل)، وبدعم أمريكي قوي، كانت تأمل قبل 7 أُكتوبر 2023 عملية (طوفان الأقصى) في إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها عبر تصوير نفسها شريكًا أمنيًّا للدول العربية ضد إيران. لكن نتائج الحرب -بحسب المجلة- أظهرت تحوّل “إسرائيل” إلى عبء أمني وسياسي حتى على أقرب حلفائها.

وذكرت المجلة أن خطط التطبيع والمشاريع المشتركة التي كانت تتبناها أمريكا وكيان الاحتلال مع أطراف خليجية، بدعم هندي وأُورُوبي، باتت مهدّدة بالفشل أَو الإلغاء، في ظل رفض شعبي ورسمي واسع في المنطقة لأية شراكة مع الاحتلال.

تغيُّر المزاج العربي.. والابتعاد عن واشنطن

ونبَّه التقرير إلى أن الدعم الأمريكي غير المشروط لـ(إسرائيل) يقوّض مكانة واشنطن الإقليمية، مُشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة لم تعد تُنظر إليها بوصفها ضامنًا للتوازن، بل كطرف متواطئ مع سياسات عدوانية”؛ ما يدفع العديد من الدول العربية إلى تنويع شراكاتها الأمنية وبناء استقلال استراتيجي بعيدًا عن النفوذ الأمريكي.

تحذير من تجاهل القضية الفلسطينية

وحذرت المجلة من أن الاستمرار في تجاهل القضية الفلسطينية، والسماح لـ(إسرائيل) بممارسة العدوان دون محاسبة، سيؤدي إلى موجة جديدة مما سمّته (التطرف) تهدّد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.

وخلصت المجلة