فنزويلا النفطية في دائرة بلطجة ترامب
تشهد الساحة الدولية تصعيداً خطيراً في العلاقات بين واشنطن وكاراكاس، حيث كثَّفت الإدارة الأميركية مؤخّراً من حدّة خطابها ضدّ النظام الفنزويلي، ملقيةً باللوم على الرئيس نيكولاس مادورو في تفاقم أزمتي المخدرات والهجرة الجماعية نحو الولايات المتّحدة. ولم يقتصر الأمر على الخطاب السياسي فحسب، بل تجاوزه إلى حشود عسكرية ضخمة في البحر الكاريبي، تزعم واشنطن أنّها جزء من حملتها لمكافحة تجارة المخدرات، فيما تُثير هذه التحرُّكات مخاوف من احتمال اندلاع حرب واسعة بمنطقة الكاريبي، بل وهدد ترامب قبل أيام بشن عمليات برية في فنزويلا لمكافحة عصابات المخدرات. وقبلها مباشرة أعلن أنّ القوات الأميركية استولت على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، مما يمثل تصعيداً حاداً.
وردّاً على حملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد حكومة الرئيس الفنزويلي، وقف مادورو أمام مؤيِّديه خارج القصر الرئاسي مؤكِّداً رغبته في السلام مع الولايات المتّحدة، لكنه وضع شروطاً واضحة تقوم على مبادئ السيادة والمساواة والحرية، رافضاً ما وصفه بـ سلام المستعمرات والعبيد. في المقابل، كشفت واشنطن عن مزيد من الخطوات العسكرية، بما في ذلك تفويض وكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات سرِّية في فنزويلا، ونشر حاملة الطائرات المتطوِّرة يو إس إس جيرالد آر فورد، إلى جانب طائرات إف-35 وآلاف الجنود في منطقة البحر الكاريبي. وبلغ التصعيد ذروته عندما صرَّح ترامب في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأنّ الضربات البرية داخل الأراضي الفنزويلية قد تكون وشيكة.
كشفت وكالة رويترز في الفاتح من ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري عن تفاصيل محادثة هاتفية جرت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني واستمرّت 15 دقيقة، طرح خلالها مادورو شروطاً للتنحِّي اشتملت على عفو شامل له ولحوالي مئة من حلفائه، وتشكيل حكومة مؤقّتة تقودها نائبته الحالية ديلسي رودريغيز. في مقابل ذلك، لم يوافق ترامب سوى على ضمان مغادرة مادورو وعائلته البلاد، مُعطياً إياه إنذاراً شفهياً ينتهي في 28 من الشهر ذاته، وهو الموعد الذي لم يلتزم به مادورو.
/> طاقة التحديثات الحيةبعد مصادرة سكيبر... اقتصاد فنزويلا يختنق ومن يغامر بشراء نفطها؟
يعيد التحرُّك العسكري
ارسال الخبر الى: