فنانون يقاطعون متحف ماكسي الإيطالي احتجاجا على حرب الإبادة
أعلن عدد من الفنانين انسحابهم من معرض السنوات التفاعلية الذي ينظّمه المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين (ماكسي MAXXI) في روما، احتجاجاً على ما وصفوه بـتورّط المؤسسة في تبييض الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وجاء القرار عبر رسالة مفتوحة، نُشرت على موقع Nero الثقافي، ووقّعها الفنانون، إلى جانب مجموعات إيطالية ناشطة في حركة المقاطعة (BDS) وحملات التضامن مع فلسطين.
وأشار البيان إلى أنّ متحف ماكسي يرتبط بشراكات مع جهات تُعدّ متواطئة في حرب الإبادة على غزة، في مقدمتها شركة الطاقة الإيطالية إيني التي حصلت على رخصة إسرائيلية للتنقيب عن الغاز في المياه المقابلة للقطاع، فيما تتّهمها المجموعات الناشطة بتزويد إسرائيل بالنفط خلال الهجمات. ويؤكد البيان أن قبول مؤسسة ثقافية مرموقة بمثل هذه الشراكات يجعلها شريكاً في نهب الموارد الطبيعية الفلسطينية ودعم اقتصاد الاحتلال.
كما انتقد الفنانون تعاون متحف ماكسي مع شركة ليوناردو، إحدى أكبر مصنّعي الأسلحة في أوروبا والمورّدة لتقنيات عسكرية متطورة تُستخدم في العمليات الإسرائيلية، إضافة إلى شركات عاملة في مجالات الأقمار الصناعية والمراقبة مثل Telespazio وe-GEOS، وهما جزء أساسي من سلسلة التزويد العسكري والتكنولوجي الذي تعتمد عليه إسرائيل، وفق الرسالة.
ويرى الفنانون أنّ هذه الشراكات ليست تفصيلاً تقنياً، بل جزء من توجّه مؤسساتي يوفّر غطاءً ثقافياً لرواية تتجاهل جذور الصراع، وتُساهم في تقديم رؤية مبتورة عن الواقع. وذكّر البيان بفعاليات سابقة احتضنها المتحف تجاهلت السياق الاستعماري للقضية الفلسطينية، بينها معرض عن مدينة تل أبيب، واحتفاليات بالذكرى الـ75 لتأسيس إسرائيل، قُدّمت من دون أي إشارة إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وضمّت قائمة الموقعين أسماء فنية بارزة، مثل تانيا بروغويرا، وفيل كولينز، ودورا غارسيا، الذين أكدوا أنّ مشاركتهم في المعرض باتت مستحيلة أخلاقياً، معتبرين أنّ المتحف تخلّى عن مسؤوليته العامة، بعد تجاهله الدعوات إلى اتخاذ موقف واضح من المجازر في غزة. وجاء في البيان: الحياد في مثل هذه اللحظات شكل من أشكال التواطؤ، والفن لا يمكن أن يعمل بمعزل عن السياق السياسي والإنساني الذي تقوم ضمنه المعارض والمؤسسات الثقافية.
الاحتجاجات
ارسال الخبر الى: