أن تكون فلسطينيا تلك لم تعد جنسية

62 مشاهدة

لم يعد الانتماء لفلسطين يعني أن تكون قد ولدت على أرضها في غزة أو جنين أو حيفا أو القدس أو نابلس أو غيرها من فسيفساء أرض البرتقال الحزين، أو في الشتات من أبوين فلسطينيين أو أحدهما، فلم تعد الجنسية الفلسطينية رهينة تعريفات الانتماء لأرض أو نسل، إنما بات كل من انتصر لقضية العدالة وانتفض ضد المظلمة الكبرى والمقتلة الكبرى على مدار عامين فلسطيني الجنسية والانتماء والهوية والهوى، فكل من يناصر العدالة هو فلسطيني، وكل من رفض أن يكون شاهد زور في زمن الإبادة الجماعية هو فلسطيني، كل من ركب البحر أو نزل للشوارع أو صدح ضد الجريمة الكبرى هو فلسطيني، كما يصح القول بالمقابل، أن كل فلسطيني الجنسية أو النسب برر للمقتلة أو اختار الجانب الخاطئ من التاريخ ليس فلسطينيًا.

أن تكون فلسطينيًا يعني أن تجوب عواصم الكون رافعًا علمًا لا يخص أرضًا بعينها، ولا شعبًا بعينه، فتلك الألوان الأربعة التي تشكل علم فلسطين لم تعد ملكًا للفلسطينيين إنما لكل قلب يحمل في داخله نبضًا بالحرية، وضميرًا يختزل صور وجوه أطفال غادروا عالمنا قسرًا عقب فشل عالمنا في وقف آلة قتل عن القتل، نساء ورجال وشيوخ قهروا في زمن ردد طويلًا أنه زمن حقوق الإنسان، جاعوا في وقت تنص كل بنود تلك المواثيق على أن الطعام والشراب حق من حقوق الإنسان في زمن الحرب كما هو في زمن السلم.

أن تكون فلسطينيًا يعني أنك ركبت إحدى سفن الصمود، أو صمدت في معتقل رغم القيود، أو صرخت رغم الحدود، فلا حدود لفلسطينيتك ولتعبيرك عنها لأنها بلا نمط محدد، ولا تختزن في شكل مقولب، وهي عابرة للأعراق، والألوان، وجغرافيا قسمت شعوب الأرض قسرًا، لكن فلسطينيتك عصية على التقسيم، فهي مبدأ عابر لكل الفروق الوهمية المتخيلة، قضية العدالة والانتصار لها لا فرق فيها بين عربي وأعجمي، ولا أبيض ولا أسود، ولا شرقي ولا غربي، ولقد أثبتت تلك المقتلة الكبرى أن لا الغرب غرب ولا الشرق شرق، وأن البعد الجغرافي بين شعب وآخر لا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح