بعد رحلة الخروج من بيروت في أواخر صيف 1982 عاشت ساحة العمل الوطني الفلسطيني تفككا وتشظيا لأسباب موضوعية وذاتية وذلك بعد انشقاق وانقسام منذ عام 1983 وحتى انعقاد الدورة الوحدوية للمجلس الوطني الفلسطيني في إبريل نيسان 1987 في الجزائر وقد قرأ بعضهم في تلك الوحدة مقدمة لاندلاع الانتفاضة الأولى ديسمبر كانون الأول 1987 استفاد الاحتلال من سنوات الانقسام لتجريب البحث عن بدائل للحركة الوطنية الفلسطينية وتعزيز الاستيطان ومحاولة تصفية القضية الوطنية وعلى مدار الأشهر الماضية وبناء على تجارب سابقة ارتفعت أصوات فلسطينية تدعو إلى مبادرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني تحت عنوان نداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة فالساحة الفلسطينية أصبحت متخمة بالأدلة على أن الهدف النهائي إضعاف المشروع التحرري الفلسطيني وضربه وسط صمت بعض القوى الإقليمية ومباركة أميركية وبتنافس صهيوني على سفك الدم الفلسطيني مشاريع الاحتلال التي تستهدف الجميع كما في خطابهم الوقح لا حماسستان ولا فتحستان لا تواجه بأدوات الانقسام التي تريح الاحتلال وتنشط مناوراته وأكاذيبه للبحث أصلا عن بدائل هزلية تحت مسمى اليوم التالي لا ضير ولا ضعف في توقف الحركة الوطنية الفلسطينية بجميع مكوناتها وحاضنتها الشعبية أمام أسئلة مصيرية مع ارتفاع مستوى الجرائم والبلطجة الصهيونية في معسكر بنيامين نتنياهو الفاشي وأقله المتعلق بنسفه أصلا اتفاق أوسلو ورفضه حل الدولتين وترسيخه أمام رأي عام دولي ومؤسسات حقوقية عالمية دولة الأبرتهايد وعمله على إيجاد كانتونات متناحرة ومهازل بدائل عشائرية ومع ذلك ويا للأسف يصب تيار ذرائعي فلسطيني جهوده نحو إشاعة جدل عقيم يقوم على شعبوية دغدغة العواطف والتخويف من أن عقد مؤتمر وطني يعني إيجاد بديل عن منظمة التحرير ويعرف هؤلاء تمام المعرفة أن لا أحد يطرح بدائل بقدر طرحه مشاركة الكل لتفعيل الحركة الوطنية والارتقاء بالمسؤولية أمام شعبها ومع قضيتها كما أنهم يعرفون أن فرضية البدائل لا سيقان لها حتى في مسعى الاحتلال وواشنطن إليها عبر تاريخ طويل الأكثر إيلاما في حالة التشظي ظهور ما يشبه استمراء بعضهم غياب الخطوات الوحدوية يعلم الجميع تقريبا أنه حتى تحت سقف أوسلو جعلت السلطات بمعناها المؤسساتي التنفيذي نظريا ذراعا لمنظمة التحرير ويبدو أن الخلل الكبير في السجالات المفتعلة إصرارها على اعتبار المنظمة ولجنتها التنفيذية والمجلس الوطني وكل المؤسسات الأخرى أذرعا للسلطة الفلسطينية التي ينسف الاحتلال أس وجودها وبتعبير صريح يرفض أوسلو أكثر من رفض اليسار والإسلاميين الفلسطينيين له بعد دخول الحرب الهمجية على غزة شهرها التاسع باتت معظم نقاشات الفلسطينيين واضحة في تذمرها من غياب الاتحاد على المستوى السياسي وكل ما عداه بعد أن ظهرت بالفعل وحدة المقاومة للغزو الصهيوني والتي تشمل تيار اليسار والوطنيين المنضوي في منظمة التحرير والإسلاميين وفي عمليات مشتركة أمام الفلسطينيين تجربة يمكن أن تحسم كل ما يهدف إليه الصهيوني في تعزيز الانقسام فحين غزا الضفة الغربية تحت مسمى السور الواقي في 2002 حاصر الزعيم الراحل ياسر عرفات واعتبره العقبة الوحيدة أمام كذبة عملية السلام فأين نحن بعد 22 سنة وأكثر من 30 سنة على أوسلو جل ما يبحث عنه الصهيوني بهذه الدموية المتزايدة هو الاستفراد بالفلسطينيين واعتبارهم مجموعات سكانية وبفصائل منفردة تصور أنها العقبة الرئيسية وليس الاحتلال بحد ذاته وذلك وغيره كثير يستحق وقفة فلسطينية جادة تحت مظلة مؤتمر وطني يلملم الحالة الفلسطينية