فقراء مدن تونس يكابدون من أجل فرحة عيد الأضحى

٥٨ مشاهدة
لم يحسم محرز المحمدي 38 عاما أمره بشأن شراء أضحية قبيل أيام من عيد الأضحى مرجحا أن يحرم الغلاء في تونس هذا العام أسرته التي تتكون من خمسة أفراد من الفرحة ذلك أن متوسط سعر خروف قد يكلفه أكثر من 80 من أجره الشهري يقول المحمدي لـالعربي الجديد إنه قد يضطر لتأجيل مدفوعات شهرية أساسية على غرار إيجار البيت وديون البقالة إذا قرر شراء الأضحية حتى لا يحرم أطفاله فرحة عيد الأضحى يقطن المحمدي في حي الكبارية بالعاصمة تونس وهو حي شعبي قريب من أكبر سوق مواش يتبع لشركة اللحوم الحكومية ومع ذلك يقول المتحدث إنه لم يتمكن من الظفر بأضحية بسعر جيد معتبرا أن الفقراء في المدن سيكونون أقل حظا هذا العام في إدخال فرحة العيد على أسرهم يرى المتحدث أن الفقر بات أكثر قساوة على سكان المدن الكبرى التي ترتفع فيها كلفة العيش مقارنة بالمناطق الريفية يتابع قد يتمكن الفقراء في الأرياف من الحصول على أضاح نظرا إلى طبيعة النشاط الفلاحي والرعوي لأغلبهم لكن فقراء المدن ليس لديهم دخول كافية لمجابهة مصاريف عيد الأضحى يثير غلاء أسعار أضاحي العيد جدلا واسعا هذه الأيام في صفوف التونسيين وترتفع دعوات مقاطعتها من منظمات الدفاع عن المستهلك في ظل تدهور المقدرة الشرائية للمواطن وندرة المواشي بسبب سنوات الجفاف أسباب الغلاء في عيد الأضحى يرجع المزارعون ومربو المواشي ارتفاع أسعار الأضاحي إلى غلاء تكاليف الإنتاج الحيواني في البلاد وتراجع عدد قطيع المواشي في ظل غلاء الأعلاف وجفاف المراعي الطبيعية جراء نقص الأمطار الذي استمر سبع سنوات يؤكد رئيس غرفة القصابين أحمد العميري أن سوق الأضاحي في تونس يشهد نقصا واضحا في الكميات وارتفاعا في الأسعار مشيرا إلى أن نحو 65 من العائلات التونسية لم تتمكن من شراء الأضحية خلال السنة الماضية بسبب غلاء الأسعار يتابع العميري في تصريح لـالعربي الجديد أن سيناريو الكساد في سوق المواشي مرشح للارتفاع هذا العام مع تواصل تدهور القدرة الشرائية وزيادة الإنهاك المالي للأسر ولا سيما تلك التي تعيش في المدن التي تزيد فيها كلفة المعيشة مقارنة بالوسط الريفي يعاني التونسيون من عام إلى آخر من تدحرج طبقات جديدة نحو الفقر نتيجة زيادة الأسعار وبلوغ التضخم مستويات قياسية لكن رغم ذلك تحاول طبقات كثيرة من التونسيين الحفاظ على شعائر الأضحى وشراء الخرفان رغم الضائقة المالية وهو ما يخلق ديناميكية في الأسواق تتحدى الأزمة المعيشية انتهت دراسة أنجزها المعهد الوطني للإحصاء بين سنتي 2020 و2021 إلى أن الفقير في تونس هو كل فرد مستوى إنفاقه السنوي لا يتجاوز 2536 دينارا أي نحو 820 دولارا وتبعا لذلك فقد بلغت نسبة الفقر في تونس 16 6 وفق البيانات المفصح عنها سنة 2023 مقابل 15 2 في 2015 أعلنت مؤسسة الإحصاء حينها عن وجود زيادة في معدلات الفقر في جل الأقاليم باستثناء إقليمي تونس الكبرى والشمال الغربي وقد سجل إقليم تونس الكبرى أقل نسبة فقر تقدر بـ4 7 فيما سجل إقليم الوسط الغربي نسبة فقر تقدر بـ37 في 2021 مقابل 30 8 في 2015 بينت دراسة أجراها المعهد التونسي للقدرة التنافسية والاقتصاد الكمي أن احتياجات التونسيين من أضاحي العيد تتمثل في 900 ألف خروف وأن العرض عادة ما يفوق الطلب ما يسبب فائضا في الإنتاج غير أن الفائض لا يؤثر بشكل ملموس على الأسعار وكشفت الدراسة ذاتها أن 61 من التونسيين يختارون أضاحيهم بحسب إمكانياتهم المادية فيما يشتري 23 الأضحية حسب النوعية و19 حسب الشكل و34 تعود شراءاتهم للأضحية حسب عدد أفراد الأسرة والوزن يقول رئيس المعهد لطفي الرياحي إن الأسر المنهكة بغلاء المعيشة قد تضطر للجوء إلى المزيد من الاستدانة من أجل شراء أضحية العيد يؤكد الرياحي في تصريح لـالعربي الجديد أن تدخل وزارة التجارة التونسية عبر شركة اللحوم الحكومية لتوفير نقاط بيع أضاح بأسعار مسقفة لا تتجاوز 21 9 دينارا للكيلوغرام الواحد مكن من تحسين العرض في إقليم تونس الكبرى الذي تسكنه أكثر من أربع ملايين نسمة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح