فضائيات عربية تفضح ضحالة الفكر والعقل السياسي العربي
21 مشاهدة
| د. إبراهيم ابراش
من يتابع الفضائيات الناطقة بالعربية الأكثر مشاهدة: الجزيرة والعربية والحدث والغد وسكاي نيوز، سيلاحظ أنها تابعة لدول خليجية وخصوصاً قطر والسعودية والإمارات، وتزامن ظهور هذه الفضائيات منذ التسعينات مع حرب الخليج الثانية وانطلاق عملية السلام في مدريد وانهيار الاتحاد السوفيتي وتوجه واشنطن لإقامة نظام عالمي جديد ونظام شرق أوسط جديد.
استطاعت هذه الفضائيات، بما تملك من إمكانيات مادية هائلة تفوق إمكانيات بعض الدول وبما تدفعه من مكافئات لضيوفها مقابل كل ظهور إعلامي، من استقطاب الكثير من المثقفين وأساتذة الجامعات والصحفيين والاعلاميين والسياسيين ليتحدثوا في مواضيع ويجيبوا عن أسئلة معدة سلفاً وغالباً تكون ايحائية وموجهة بحيث لا يستطيع الضيف إلا أن يجيب عليها حسب ما تريده الفضائية حتى يضمن استضافته في مرات قادمة.
للأسف نشاهد أساتذة جامعات وباحثين ومثقفين كبار يجلسون بأدب وتواضع أمام مقدم البرنامج أو المذيع ساعياً لكسب وده والتـأكيد على ما يطرحه والبحث عن كل المبررات والتلاعب بالكلمات ولو كذباً بما يرضي المذيع والقناة ودولتها، بل لا يتورع بعضهم عن انتقاد حتى دولته دون أن يجرؤ على انتقاد دول الخليج من حيث علاقتها بإسرائيل أو واشنطن أو مواقفها من شعب فلسطين، وبعض هذه الفضائيات وضيوفها المنتقون بعناية يبالغون في مديح دولة الفضائية وزعيمها وما تقدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وللأمة العربية والإسلامية.
صحيح أن الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي أصبحت من مستلزمات عصر العولمة وتطور طبيعي للفضاء السيبراني وعالم التكنولوجيا، ومن حق كل دولة توظيف هذا المجال كأحد أدوات القوة الناعمة لتعزيز نفوذها وتحسين صورتها العالمية، كما لا ننكر فوائد هذه الفضائيات في نقل الخبر مباشرة وقت حدوثه وما تقدمه من برامج وثائقية، أيضاً وجود إعلاميين ومثقفين ومحللين سياسيين يعتقدون أن هذه الفضائيات تتيح لهم فرصة التعبير عن رأيهم وخدمة القضايا الوطنية والقومية التي يؤمنون بها.
ولكن وللأسف تخلى كثير من أساتذة الجامعات والمثقفين والصحفيين الكِبار عن دورهم الأخلاقي والثقافي والأكاديمي والوطني حتى توقفوا عن الكتابة الصحفية الرزينة أو الظهور بغير الفضائيات
ارسال الخبر الى: