فرنسا البحث عن تحالفات بوجه اليمين المتطرف قبل 5 أيام من الانتخابات
٧٠ مشاهدة
تدخل فرنسا الأربعاء الشوط الأخير من سباق الانتخابات التشريعية المبكرة مع إغلاق باب الترشيحات للدورة الثانية المقررة الأحد فيما تلوح جبهة جمهورية لا تزال هشة بوجه اليمين المتطرف الذي يستمر في الصعود على نحو ملفت وانسحب 214 مرشحا من خوض الدورة الثانية ومن المتوقع أن تشهد 109 دوائر فقط منافسة بين ثلاثة أو أربعة مرشحين من أصل 311 دائرة كانت متوقعة بعد الدورة الأولى وحاولت أحزاب من اليسار واليمين الجمهوري ويمين الوسط تخطي تحفظاتها وتناقضاتها للتوصل إلى تفاهمات تقطع الطريق على حزب التجمع الوطني وحلفائه من اليمين المتطرف وفي حال كانت عمليات تجيير الأصوات غير كافية ووصل التجمع الوطني فعلا إلى السلطة فسيشكل حزب مارين لوبن وجوردان بارديلا 28 عاما أول حكومة من اليمين المتطرف في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية وتنظم شبكة بي إف إم تي في الخاصة مساء الأربعاء برنامجا خاصا يستضيف كلا من رئيس الوزراء غابريال أتال من المعسكر الرئاسي وجوردان بارديلا ورئيسة أنصار البيئة مارين توندولييه يسار الواحد تلو الآخر لمدة ساعة إذ لم يتم الاتفاق على تنظيم مناظرة بينهم وأحدث الرئيس إيمانويل ماكرون صدمه بإعلانه حل الجمعية الوطنية في التاسع من حزيران يونيو وعرف المشهد السياسي في البلد انقلابا فعليا مع تصدر التجمع الوطني نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية متقدما على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري وتشير معظم التوقعات لتوزيع المقاعد التي صدرت في الأيام الأخيرة إلى أن التجمع الوطني سيجد صعوبة في تحقيق الغالبية المطلقة المقدرة بـ289 نائبا وتتعزز فرضية قيام جمعية وطنية بثلاث كتل من اليمين المتطرف واليسار والماكرونيين ما قد يجعل من فرنسا بلدا يتعذر حكمه في وقت يستعد لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية وندد بارديلا بـتحالفات العار ودعا الناخبين إلى منحه مفاتيح السلطة بوجه التهديد الوجودي للأمة الفرنسية الصادر بحسبه عن اليسار وتطرح زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن حتى احتمال تشكيل حكومة بغالبية نسبية من 270 نائبا تستكمل بدعم نواب من خارج التجمع على سبيل المثال من بعض اليمين وبعض اليسار وعدد من الجمهوريين يمين تقارب هش في وجه اليمين المتطرف وبوجه هذه الموجة اليمينية المتطرفة يسود التشتت بين قوى ذات توجهات مختلفة تقوم بينها خصومات شديدة غير أنها باتت ملزمة بالتوصل إلى تفاهمات وإن تمكنت هذه القوى من تحقيق ذلك فسوف يتحمل الماكرونيون وقسم من اليسار وبعض أعضاء حزب الجمهوريين مهمة بناء ائتلاف كبير وفق ممارسة سارية في بلدان أوروبية أخرى غير أنها غريبة عن التقاليد السياسية الفرنسية وأقرت مارين توندولييه بأنه سيتعين بالتأكيد القيام بأمور لم يفعلها أحد من قبل في فرنسا وأضافت السؤال المطروح هو من أجل ماذا أكثر مما هو مع من مؤكدة لن يكون هناك رئيس وزراء ماكروني وصدر الخطاب نفسه عن مسؤولين في اليمين وفي صفوف الماكرونيين وفي طليعتهم رئيس الوزراء نفسه الذي تحدث عن جمعية وطنية متعددة ورئيس حزب الجمهوريين كزافييه برتران الذي دعا إلى حكومة انتفاضة وطنية غير أن هذا التقارب يبدو هشا إذ يخفي ريبة عميقة متبادلة بين جميع هذه الأطراف فالحزب الاشتراكي يخشى أن يقدم مرشحو الجمهوريين الذين رفضوا الانسحاب على التحالف مع التجمع الوطني وقال الأمين العام للحزب بيار جوفيه إن الجمهوريين ملتبسون أما حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي أكبر أحزاب اليسار والأكثر جدلية فاستبعد المشاركة في مثل هذا الائتلاف وأكد أحد ممثليه مانويل بومبار أن الحزب لن يحكم إلا لتطبيق برنامجه البرنامج فقط ولكن البرنامج كاملا وفي هذه الأثناء يبقى الرئيس ماكرون ملتزما بالصمت حتى لا يضعف معسكره أكثر في وقت يواجه نقمة في صفوفه بعد اتخاذه القرار الذي أدخل فرنسا والغالبية الرئاسية في المجهول وهو لم يدل بأي تصريح علني منذ إعلانه الخميس في بروكسل باستثناء رسالة إلى الفرنسيين نشرها الأحد وحل حزبه الذي يحظى بغالبية نسبية في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها في المرتبة الثالثة في نتائج الدورة الأولى من الانتخابات بحصوله على 20 فقط من الأصوات وهو يستعد لهزيمة الأحد وقبل المشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل في واشنطن بات ماكرون في موقع ضعيف على الساحة الدولية في وقت تبقى الأنظار متجهة وسط ترقب وقلق إلى التشكيلة المقبلة للسلطة في بلد يملك السلاح النووي ويعتبر من دعائم الاتحاد الأوروبي فرانس برس