فرنسا الأخرى التي لا نعرفها فقر وبطالة وغلاء وأزمات مالية
زرت فرنسا مرات عدة، ولا أخفي انبهاري الشديد في البداية بجمالها ونظافة شوارعها وفخامة متاحفها ومعالمها السياحية وعراقة مسارحها ومتاجرها ومقاهيها، وفي كل زيارة كنت أحرص على زيارة أكبر عدد من الأماكن السياحية، متحف اللوفر الشهير في باريس، وهو أكثر متحف يرتاده الزوار حول العالم، بداخله تنبهر بلوحة الموناليزا الشهيرة للرسام ليوناردو دافينشي والتي عاصرتها معروضة مباشرة للزوار ثم داخل صندوق زجاجي واقٍ.
كما تنبهر بعراقة وتطور الحضارات القديمة وأنت تتجول في المتحف حيث متحف الآثار المصرية والذي يحوي آثاراً نادرة غير متوافرة في متاحف القاهرة. وهناك برج إيفل، وقوس النصر، وكاتدرائية نوتردام، وهي كنيسة كاثوليكية تاريخية وأيقونة معمارية تعرضت لحريق ضخم في العام 2019، وتعد واحدة من أهم المعالم في باريس. وهناك شارع الشانزليزيه قلب باريس النابض، وهو واحد من أرقى وأفخم الشوارع السياحية والتجارية في العالم.
وزرت أيضاً قصر فرساي، المقر الرئيسي لملوك فرنسا وواحداً من أشهر المعالم في الدولة الأوروبية ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر. وهناك نهر السين والريفيرا الفرنسية وديزني لاند وغيرها.
وكانت تستهويني أيضاً زيارة الأماكن والمقاهي الأدبية في باريس، عاصمة النور كما يطلقون عليها، والتي كان يتردد عليها عباقرة ومفكرو مصر والعرب، أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ومصطفى عبد الرزاق وزكي مبارك وسهيل إدريس وفيصل الياسري، وغيرهم.
/> موقف التحديثات الحيةعن أزمة فرنسا وأوروبا المذعورة
إلا إنه في إحدى الزيارات تغيرت تلك الصورة الوردية تماماً، إذ نصحني أحد الأصدقاء بزيارة فرنسا الأخرى التي لا نعرفها، كانت النصيحة غير مباشرة ومغلفة بعرض تجاري: أنصحك بشراء ملابس من أطراف العاصمة باريس حيث توجد ماركات عالمية جديدة بأسعار رخيصة.
كانت نصيحته هي أن تكون الزيارة قبل غروب الشمس، وألا أحمل نقوداً كثيرة معي خلال الزيارة، وأن أترك جواز سفري والأوراق المهمة في خزانة غرفة الفندق، ولا أعرف وقتها سبب تلك النصائح التي كان يرددها علي صديقي بصرامة ويطالبني بالالتزام بها حرفياً خوفاً عليّ كما قال وقتها.
الفقر في فرنسا وصل إلى
ارسال الخبر الى: