فردوس جو هوليس الحديقة ليست نائمة

26 مشاهدة

في مشهد افتتاح الفيلم الوثائقي فردوس (Paradise)، تتراقص أوراق الأشجار النادرة في حديقة جو هوليس، بينما يظهر هذ الأخير كما لو أنه شبح يتحرك بينها. جسده المنحني يمثّل مرور الزمن. هذا المشهد الافتتاحي هو استعارة سينمائية كبرى يبنيها المخرج غاريت آر. مارتن (Garrett R. Martin)، مصوّراً الرجل الأبيض الذي هرب من الحضارة ليصنع فردوسه الخاص، لكن الكاميرا تُظهر أن هذا الفردوس مبني على أسطورةٍ ذات جذور مثيرة للتساؤلات. فردوس ليس فيلماً عن الطبيعة، بل عن الرغبة الإمبريالية في ترويضها. يتحول هوليس إلى بطل وحيد (Lone Hero) على طريقة أفلام مثل Into the Wild أو Captain Fantastic، لكن بطبقة من التناقض، إذ يرفض العالم الحديث، لكنه يستخدم علم النبات الغربي وكتباً أكاديمية ليصنع جنته.
صدر الفيلم في يناير/كانون الثاني 2025 على منصات البث الرئيسية، وحقق صدىً نقدياً لامس قضايا البيئة والاكتفاء الذاتي وصراع الإنسان المعاصر ضد آليات الحضارة الاستهلاكية. ما جعل فردوس مميزاً هو أنه توثيق لحياة هولس وبيان بصري يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، هوليس هو ذاك الرجل الذي عاش منعزلاً في جبال ولاية كارولينا الشمالية لأكثر من 50 عاماً، ما زال يبحث عن الجنة المفقودة أو يحاول إعادة تشكيلها عبر حديقته النادرة.
يبدأ الفيلم بلقطات مهيبة للجبال الشرقية في أمبركا، حيث يعيش هوليس منذ عام 1972 في كوخ خشبي بناه بيديه، محاطاً بحديقته الفريدة التي تضم أكثر من 1000 نوع نادر من النباتات الطبية والغذائية. عبر مشاهد الأرشيف والمقابلات الحميميّة، نتعرف إلى فلسفة هوليس: الجنة هي المكان الذي تجد فيه كل ما تحتاجه من دون أن تأخذه من الآخرين.
يستخدم مارتن لغة بصرية تعتمد على التقاط التفاصيل الدقيقة: أوراق النباتات تتنفس تحت المطر، وجذور الأعشاب تتشابك تحت التربة، وعيون هوليس المتعبة تُراقب مواسم التغير. الكاميرا تتحرك كأنها جزء من الغابة، تُبرز التناقض بين ضعف الجسد البشري (خاصة مع تدهور صحة هوليس بسبب السرطان) وقوة الطبيعة التي لا تتوقف عن العطاء.
يُوثق العمل إرث هولس المهدد. المشاهد الأكثر إثارة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح