فتحي كداف بائع على باب الله لا يعرف اليأس رغم الإعاقة

38 مشاهدة
على زاوية الشارعٍ الخلفي لسوق الخضار والفواكة والأسماك بمدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن. حيث تتقاطع خطوات الناس وتختلط أصوات الباعة،
وتحت مظلةٍ مهترئةٍ تقيه شمس الظهيرة أكثر مما تقيه المطر، يجلس فتحي كدّاف
على كرسيّه المتحرك منذ ساعات الصباح الأولى. أمامه كرتون بسيط فرش عليه بضاعته المتواضعة: أكياس من بهارات الطعام.
قد يمرّ المارة من أمامه بسرعة، بعضهم يشتري، وآخرون يكتفون بابتسامةٍ خفيفة أو نظرة شفقةٍ سريعة، قد لا تثير هذه البضاعة انتباه بعض المارّة، لكنها بالنسبة لفتحي مصدر رزقٍ وكرامة، وسندٌ يعيله ويعيل أسرته الصغيرة.
لكن من يقف ليتحدث معه يدرك أنه أمام رجلٍ جعل من الإعاقة وقوداً للحياة، لا سبباً للانكسار.
فتحي لم يرضخ لإعاقته يوماً، رغم أنها فرضت عليه واقعاً قاسياً منذ سنوات طويلة. يقول وهو يزيح بيده قطعة نايلون تغطي بضاعته من الغبارأنا مش موظف حكومي، وما عندي راتب آخر الشهر. أشتغل على باب الله، من الصبح بدري إلى المساء، والله ما مليت يوم ولا كلّيت. الشغل الحلال بركة، والرزق على الله.
فتحي لم يفقد قدرته على المشي بسبب حادثٍ أو مرضٍ طارئ، بل وُلِد هكذا — بإعاقةٍ دائمة في قدميه جعلته يعتمد على كرسي متحرك منذ طفولته. عاش طفولةً مختلفة عن أقرانه، مليئة بالتحدي والدموع، لكنه لم يسمح لتلك الإعاقة أن تُطفئ حلمه بأن يعيش بكرامة، ويكسب رزقه من عرق جبينه مثل أي رجلٍ سويّ. بحسب قوله
ما أعرف المشي في حياتي
يقول فتحي وهو ينظر إلى كرسيه الذي صار رفيق عمره:أنا ما عرفت المشي في
حياتي، لكني تعلمت من بدري كيف أوقف بالإرادة. الجسد يمكن يكون عاجز، لكن الروح لو قوية، ما في شيء يوقفها.
الكرسي ليس قيدًا
قد يراه الناس جالسًا على كرسيه فيظنّون أنه مقيد الحركة، لكنهم لو نظروا إلى عينيه لعرفوا أنه أكثر حريةً منهم. فتحي لا يرى في كرسيه عجزًا، بل وسيلةً توصله إلى رزقه، ووسيلةً ليحيا بكرامةيقول مبتسما وقد ظهرت ثناياه الكرسي هذا صاحبي، مش عدوي. هو الذي يحملني

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح