فتح طريق الضالع صنعاء بعصا ترامب
منذ خمس سنوات، وقف الأستاذ حمود العودي ومعه نخبة من رجال المجتمع في مبادرة مجتمعية وطنية لفتح الطرقات للمسافرين “بدواعي إنسانية”، كان هذا المنطلق إنساني ووطني بحت. مبادرة اتخذت من شعار “الدم لا يجب أن يقطع الطريق” مبدأً، ومن المصلحة العامة هدفًا، لكنها اصطدمت بواقع مسلح لا يرحم، حيث استقبلت البنادق تلك القوافل السلمية بالنار، وتحديدًا من جهة قوات الشرعية المتمركزة حينها في مناطق تماس تسيطر عليها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
مرت الأعوام، وظلت الطرق مغلقة، والجراح مفتوحة، رغم تكرار النداءات الشعبية والمجتمعية لفتحها، ورغم مبادرات كثيرة حاولت إعادة هذه المبادرة ولكنها ظلت مثخنه بالمناطقية والانقسام.
لكن المدهش والمخزي في آن، أن الطريق ذاته طريق الضالع إلى صنعاء يُفتح اليوم فجأة، لا استجابة لمطالب الناس، ولا اعترافًا بتضحيات من سبق، بل استجابة لعصا خارجية غليظة… عصا ترامب!
القرار لم يكن يمنيًا. لم ينبع من اجتماع وطني، ولا من تفاهمات بين المكونات المحلية، بل جاء بضغط مباشر من الخارج، وكأن الطريق جزء من مشهد تفاوضي دولي لا يعني الناس في الداخل، بل يمر فوق رؤوسهم.
ولكن يبقى السؤال الملح: متى فقدت السلطة قرارها السيادي؟
وكيف يمكن تفسير استجابة مفاجئة لأوامر خارجية، في مقابل تجاهل لسنوات طويلة لمطالب الداخل؟
أين كانت بنادق “الشرعية” عندما طرق أبناء الوطن بوابات الحوار المدني؟ ولماذا وُوجهت تلك المبادرات الإنسانية بالنار، بينما يفتح الطريق اليوم بأمر من موظف دولي أو مبعوث خارجي؟
إن ما يحدث لا يمكن وصفه بإنجاز، بل هو صفعة في وجه كل جهد وطني مستقل، وكل مبادرة مجتمعية تمت قمعها من قبل الأطراف ذاتها التي تسارع اليوم للتنفيذ، لا قناعة، بل خوفًا من غضب الداعم الخارجي.
ففتح الطرقات ليس منّة من أحد، ولا ورقة تفاوضية في أروقة الخارج. بل هو واجب أخلاقي وإنساني، طالما رُفعت به أصوات الحكماء في هذا البلد، وقوبلت إما بالتجاهل أو بالقمع.
وإذا كان الخارج قادراً على فرض فتح الطريق، فإن الداخل
ارسال الخبر الى: