فتافيت زرقاء في معرض الشارقة الدولي للكتاب

يمنات
محمد المخلافي
بمناسبة عرض النص المسرحي (فتافيت زرقاء) في مهرجان الشارقة الدولي للكتاب، أحببت أن أشارك تجربتي كمترجم لهذا النص الذي يمزج بين الشعر والمسرح والفن البصري.
النص من تأليف الكاتب اليمني المقيم في فرنسا، حميد عقبي، الذي يجمع بين كونه روائيًا وشاعرًا وقاصًا ومخرجًا مسرحيًا وفنانًا تشكيليًا.
عرض (فتافيت زرقاء) جاء إلى جانب أعمال أخرى لعقبي مثل: أنشودة الحياة، وألف ليلة وليلتين، وجوليا والشيخ التهامي، وروايته صنعاء الصغيرة صنعاء الكبيرة. هذه الأعمال تظهر تنوع تجربته الفنية وقدرته على الانتقال بين الأدب والمسرح والفن البصري بسهولة.
كمترجم، واجهت تحديًا ليس فقط على مستوى اللغة، بل أيضًا على مستوى نقل روح النص للقارئ الأجنبي. حاولت أن أحافظ على الإيقاع الداخلي والنبرة الشعورية للنص، حتى يشعر القارئ بما تشعر به البطلة حين تواجه قيود اللون الأزرق وتبحث عن الحرية. اللون الأزرق هنا لم يكن مجرد لون، بل تعبير عن إحساس ورغبة في استعادة الحياة والفرح.
ركزت أثناء الترجمة على الموسيقى الداخلية للنص، وعلى الحركة والصمت كجزء من التعبير الدرامي، لكي لا يفقد النص طابعه الشعري في اللغة المترجم إليها.
أسلوب حميد عقبي يشبه القصيدة المسرحية، فهو يعتمد أكثر على الرمزية والإيقاع الداخلي للصورة بدلًا من الحوار التقليدي. تتحرك الشخصيات في فضاء مشحون باللون والصوت والضوء، وتتفاعل مع كل عنصر على المسرح: الفوانيس التي تضيء الظلام، الكرة التي تتحول لأداة تعبير، والمؤثرات الصوتية التي تزيد من التوتر النفسي.
بهذا النص، يظهر عقبي مرة أخرى كفنان متعدد المواهب، قادر على الجمع بين الأدب والمسرح والفن البصري. تطرح «فتافيت زرقاء» سؤالًا مهمًا: كيف نعيش وسط القيود؟ وكيف نستعيد ألواننا حين يسيطر لون واحد على العالم؟ المسرح هنا يصبح مساحة للتجربة الإنسانية التي تصل إلى الجسد والروح معًا.
ارسال الخبر الى: