ستتوقف مسابقة وورلد برس فوتو العالمية للتصوير الصحافي عن ذكر اسم صاحب صورة فتاة النابالم الشهيرة التي كانت تنسب إلى المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة أسوشييتد برس نيك أوت بعد شكوك أثارها فيلم وثائقي بشأن صحة نسبها إليه وأشار القائمون على المسابقة في بيان أول من أمس الجمعة إلى أن الفيلم الوثائقي أثار تأملا عميقا داخل مسابقة وورلد برس فوتو التي أجرت تحقيقا بين يناير كانون الثاني ومايو أيار بشأن نسب الصورة ولفتوا إلى نشرهم خلاصات وتقرير يفيد بأن المنظمة أوقفت على الفور نسب صورة فتاة النابالم The Terror of War إلى نيك أوت وأوضحوا أن تحليلا أجرته وورلد برس فوتو أشار إلى أنه بناء على الموقع والمسافة والكاميرا المستخدمة في ذلك اليوم ربما كان المصوران نغوين ثانه نغي أو هوين كونغ فوك في وضع أفضل لالتقاط الصورة مقارنة بنيك أوت ونقل البيان عن المديرة التنفيذية للمسابقة جومانا الزين خوري قولها إنه من المهم توضيح أن الصورة في حد ذاتها لا جدال فيها وتمثل بلا شك لحظة تاريخية حقيقية لا تزال تتردد أصداؤها في فيتنام والولايات المتحدة وحول العالم وأوضح بيان المسابقة أن الإجراء الأخير لا يمس بتاتا بواقع منح جائزة وورلد برس فوتو للصورة المذكورة إلا أن حقيقة نسبها تبقى معلقة حتى يثبت العكس وأضاف هذه القضية تبقى مثار جدل ومن الممكن ألا يتم التأكد بشكل كامل من هوية صاحب الصورة استحالت الصورة بالأبيض والأسود التي تظهر هذه الفتاة الفيتنامية مصابة بحروق بالغة وهي تركض عارية على طول الطريق بعد قصف بالنابالم في ترانغ بانغ جنوبي البلاد سنة 1972 من أشهر الصور عالميا وساهمت في تغيير نظرة العالم إلى الحرب ولا تزال رمزا لأهوال هذا النزاع بعد أكثر من 50 عاما على التقاطها فاز المصور الفيتنامي الأميركي في وكالة أسوشييتد برس هوينه كونغ أوت المعروف باسم نيك أوت بجائزة بوليتزر وجائزة وورلد برس فوتو عن هذه الصورة الأيقونية ولا تزال فتاة النابالم كيم فوك فان تي التي حصلت على الجنسية الكندية تدلي بشهادات عن هذه الصورة كان أوت في الحادية والعشرين من عمره فقط عندما التقطت الصورة التاريخية في روايته السابقة للأحداث أشار أوت إلى أن هذه الصورة غيرت حياته وقال إنه بعد التقاطها وضع كاميرته جانبا وقدم للطفلة المياه ثم سكب بعضه على حروقها ووضعها مع آخرين في الفان التابع لـأسوشييتد برس وأقلهم إلى المستشفى في المستشفى رفض الأطباء الاعتناء بها واعتبروا أن حروقها بالغة جدا ومن الصعب إنقاذ حياتها فعرض أوت بطاقته الصحافية غاضبا وقال لهم إن صورها ستنشر في اليوم التالي في العالم كله مرفقة بتوضيح حول رفض المستشفى مساعدتها واعترف أوت في إحدى المرات لمراسل أسوشييتد برس بأنه بكى عندما رآها تركض وأضاف لو لم أستطع مساعدتها لو حدث أي شيء لها وتوفيت أعتقد أنني كنت سأقتل نفسي بعدها لكن في يناير الماضي عرض فيلم وثائقي عنوانه ذا سترينغر The Stringer في مهرجان صندانس السينمائي الأميركي وأثار عاصفة من الجدل إذ قدم معطيات تفيد بأن مصور اللقطة الشهيرة لم يكن الأميركي نيك أوت بل هو فيتنامي مغمور اسمه نغوين ثانه نغي تقاضى 20 دولارا أميركيا مقابل التخلي عن الصورة من جهتها أطلقت أسوشييتد برس تحقيقا حول ملكية الصورة قبل وقت قصير من عرض الفيلم في يناير لكن صدور التقرير النهائي تأخر حتى 6 مايو أيار الحالي وعلى امتداد 97 صفحة لخص موظفو أسوشييتد برس المعلومات والنتائج التي جمعوها طوال العام الماضي حول المزاعم بأن أوت لم يكن من التقط الصورة التي عنونت رسميا باسم رعب الحرب وخلصت أسوشييتد برس إلى أن نيك أوت يستحق الاحتفاظ بنسب الفضل إليه في التقاط الصورة في ظل عدم وجود أدلة قاطعة تدحض ذلك وقالت المتحدثة باسم الوكالة لورين إيستون في بيان حينها يظهر التحليل البصري الشامل الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس والمقابلات مع الشهود وفحص جميع الصور المتاحة الملتقطة في 8 يونيو حزيران 1972 أنه من الممكن أن يكون أوت هو من التقط هذه الصورة لا يثبت أي من هذه المواد أن أي شخص آخر هو من فعل ذلك أضافت لقد أثار تحقيقنا أسئلة جوهرية مبينة في التقرير وقد لا نتمكن أبدا من الإجابة عنها لقد مر خمسون عاما ولقي العديد من الأشخاص المعنيين حتفهم والتكنولوجيا محدودة من جهته أعرب نيك أوت عن رضاه بالنتيجة التي خلص إليها تقرير أسوشييتد برس وقال في بيان كان هذا الأمر برمته صعبا للغاية بالنسبة لي وسبب لي ألما بالغا أنا سعيد بتصحيح الأمور وبنى فيلم ذا سترينغر الذي أخرجه باو نغوين على تحقيق بدأه مصور الحرب غاري نايت حول شائعة واسعة الانتشار في أوساط المصورين الصحافيين تفيد بأن نيك أوت لم يكن من التقط الصورة الشهيرة وهي شكوك عززها محرر الصور في مكتب أسوشييتد برس في فيتنام آنذاك كارل روبنسون الذي اعترف له بأنه نسب الصورة إلى أوت امتثالا لأوامر رئيس قسم التصوير هورست فاس واستعان معدو الوثائقي بصحافية فيتنامية أطلقت عبر فيسبوك نداء للبحث ونجحت في الوصول إلى المصور الفيتنامي نغوين ثانه نغي الذي قال إنه المصور الحقيقي للقطة الشهيرة كذلك اعتمد صانعو العمل على تحليل جنائي للتسلسل الزمني للصور الفوتوغرافية أجرته وكالة التحقيق الفرنسية غير الربحية إندكس وخلصت إلى أنه بينما كان أوت في موقع الحادث ويلتقط الصور في ذلك اليوم لم يكن من الممكن أن يكون في الموقع الصحيح لالتقاط تلك الصورة تحديدا واعتبرت جاني نغوين ابنة المصور في بيان أن قصة ذا سترينغر ليست حول وكالة أسوشييتد برس هذه القصة تدور حول والدي نغوين ثان نغي نريد أن يعرف الجميع اسمه في فيتنام مع ذلك أكدت الوكالة الأميركية في تقريرها أن التحليل المفصل الذي أجراه محققو وكالة أسوشييتد برس والمقابلات مع الشهود المتبقين والروايات التاريخية المكتوبة للشهود الرئيسيين الذين لقوا حتفهم تلزم الوكالة باستنتاج أنه لا يوجد أساس يزعزع ثقة نيك أوت في الصورة الشهيرة تفرغ فريق من صحافيي أسوشييتد برس منذ يناير الماضي لتحليل لقطات وصور إضافية من هجوم النابالم بما في ذلك مواد غير منشورة في السابق وأجروا مقابلات مع أوت وصحافيين أميركيين آخرين إضافة إلى أحد أقارب كيم فوك الذين فروا خلال الهجوم كذلك فحص الفريق أكثر من 12 كاميرا استعملت في توثيق حرب فيتنام وراجع جميع الصور التي التقطها مصورو أسوشييتد برس في اليوم نفسه الذي التقطت فيه صورة فتاة النابالم كما لفتت الوكالة إلى أنها حاولت مقابلة نايت وروبنسون لكنهما رفضا المشاركة وعلق منتجو فيلم ذا سترينغر في بيان صادر على نتائج تحقيق الوكالة الإخبارية الأميركية بالقول يسرنا أن تقر وكالة أسوشييتد برس بأن الأسئلة التي أثارها الفيلم الوثائقي حول مصدر الصورة الشهيرة التي تعرف غالبا باسم فتاة النابالم أو رعب الحرب مشروعة وجديرة بالبحث ونشيد بالجدية التي تعاملوا بها مع تحقيقهم أضافوا نفخر بكوننا أول من بحث في هذه القضية باستخدام تقنيات استخبارات مفتوحة المصدر وتقنيات التحقيق الجنائي ونتطلع إلى أن تتاح للجميع فرصة الاطلاع على عملنا في ذا سترينغر