فاينانشال تايمز تسلط الضوء على صعود العرجاني في سيناء
٢٩ مشاهدة
كان إبراهيم العرجاني يقبع في أحد السجون المصرية منذ 14 عاما ضمن مجموعة من البدو الذين اعتقلوا في حملة قمع حكومية في سيناء المضطربة خلال فترة الاحتجاجات القبلية إلا أنه أصبح اليوم أحد أهم رواد الأعمال المفضلين لدى النظام المصري كونه يدير حاليا إمبراطورية أعمال تشمل قطاعات عدة من البناء إلى الرعاية الصحية وبينهما كثير وكلها ازدهرت باعتبارها مملوكة لشخص موثوق به من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي هكذا تحدث موقع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن العرجاني ونشر الموقع موضوعا مطولا اليوم الاثنين عن العرجاني أشار في بدايته إلى أن علاقاته بالنخب العسكرية والأمنية في مصر منحته نفوذا خاصا في سيناء وقطاع غزة المجاور وعلى مدار سنوات كان أي شخص يرغب في إدخال البضائع إلى القطاع عبر الحدود المصرية يواجه خيارا رئيسيا واحدا وهو العمل مع شركات العرجاني قالت الصحيفة إن العرجاني قام بتنمية دوره على مدى عقد من الزمن بصورة غير ملحوظة قبل أن تأتي عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتضع أعماله تحت الأضواء لأسباب ليس أقلها المبالغ الهائلة التي كسبتها شركته هلا للسماح لأهالي غزة بدخول الأراضي المصرية وقال رجل أعمال من غزة لـفاينانشال تايمز إنهم يتقاضون رسوما كبيرة لتأمين انتقال البضائع إلى غزة إنه الرجل الكبير ويجمعون الملايين والملايين منا للخروج من غزة قدمت شركة هلا التي توصف بأنها شركة سياحية تعمل على تسهيل السفر بين مصر وغزة طريقا حيويا لهروب الفلسطينيين من حرب الإبادة في قطاعهم المحاصر إلا أن المرور الآمن عبر معبر رفح جاء بثمن مجحف هو 5 000 دولار للشخص البالغ و2 500 دولار لطفل يقل عمره عن 16 عاما وفقا للفلسطينيين وقامت شركات أخرى في مجموعة العرجاني على مدى العقد الماضي بتكوين نوع من أنواع الاحتكار لتسليم البضائع إلى القطاع عبر معبر رفح الذي كان حتى الشهر الماضي المنفذ الوحيد لغزة غير الخاضعة لسيطرة دولة الاحتلال أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى إغلاق المعبر إلى أجل غير مسمى ما أدى إلى وقف الشحنات ليوجه ضربة لمصالح العرجاني التجارية بالتزامن مع إثارة غضب نظام السيسي وفقا لما ذكرته الصحيفة البريطانية وفي إشارة إلى مخاوف القاهرة أعلن العرجاني زعيم قبيلة الترابين أكبر قبيلة في سيناء الشهر الماضي عن تشكيل اتحاد القبائل العربية للعمل جنبا إلى جنب مع الدولة المصرية في مجال الأمن ورأى الخبراء أن هذه الخطوة هي علامة على وجود حكومة قلقة تسعى للحصول على دعم البدو وسط مخاوف من أن الهجوم الإسرائيلي قد يدفع الفلسطينيين في نهاية المطاف إلى الاندفاع لعبور الحدود المصرية وقال مايكل حنا الخبير في مجموعة الأزمات إن الأمر يتعلق برفح ومخاوف طويلة الأمد بشأن تهجير سكان غزة وقالت فاينانشال تايمز إن حكومة السيسي التي يهيمن عليها الجيش لجأت إليه بصفته زعيما قبليا موثوقا به وقال حنا لقد جرت ترقيته ليصبح وسيطا للدولة وتابعا لسلطتها في سيناء وأشارت الصحيفة إلى أن العرجاني يقدم في كل من سيناء وغزة لمحة عن ديناميكيات السلطة في عهد السيسي القائد العسكري السابق الذي لا يسمح بأي معارضة ولا يثق بالقطاع الخاص ويعمل على تعميق دور الجيش داخل الدولة والاقتصاد وقال محللون إنه سيكون من المستحيل على هلا وكل أنشطة العرجاني التي يصعب حصرها في سيناء العمل في غزة من دون مباركة النظام المصري وقال مهند صبري الصحافي المصري المقيم في المملكة المتحدة والذي ألف كتاب سيناء محور مصر شريان الحياة لغزة كابوس إسرائيل لـفاينانشال تايمز كما يقولون في سيناء لا يمكن لأحد أن يتنفس أو يطلق الريح من دون الحصول على إذن عسكري وقال تيموثي قلدس نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط إن طبيعة الاقتصاد السياسي في عهد السيسي تعني أنه لا يمكن لأحد تقريبا أن يكون لاعبا كبيرا في مجال الأعمال التجارية من دون ترتيب نوع من الاعتماد على النظام وقال قلدس في سيناء الأمر أخطر نظرا لأهميته بالنسبة لأجهزة الأمن وإذا أضفت إلى هذا التهريب والأنشطة غير المشروعة في سيناء فمن المرجح أن أي شخص يقوم بأعمال تجارية على نطاق واسع سيضطر إلى التعاون مع مراكز السلطة المختلفة واستشهدت هيومن رايتس ووتش بمصدرين في عام 2022 قالا إن هلا لها روابط قوية مع المؤسسة الأمنية المصرية وكان يعمل فيها إلى حد كبير ضباط سابقون في الجيش المصري ما مكن الشركة من تجاوز الروتين وتقليل وقت التعطل عند نقاط التفتيش وقبل السابع من أكتوبر كان بإمكان سكان غزة الأثرياء دفع حوالي 700 دولار للشخص الواحد لاستخدام خدمة هلا السريعة للخروج من القطاع عبر رفح بدلا من قضاء أشهر في الحصول على تصاريح من وزارة الداخلية التي تسيطر عليها حماس وفقا للفلسطينيين لكن الرسوم ارتفعت بعد أن شنت إسرائيل هجومها على غزة وفرضت حصارا على القطاع وعندما سئل وزير الخارجية المصري سامح شكري في مارس آذار عما إذا كانت الحكومة تتغاضى عن فرض هلا الآن مبلغ 5000 دولار على الفلسطينيين لمغادرة قطاع غزة قال قطعا لا وأضاف سوف نتخذ كل الإجراءات التي نحتاجها من أجل إنهاء ذلك تماما ومع ذلك وبعد مرور أسابيع كانت هلا لا تزال تقدم الخدمة ورغم عدم توفر الكثير من المعلومات عن العرجاني تقول فاينانشال تايمز إن صعوده يعود إلى فترة استيلاء السيسي على السلطة في انقلاب مدعوم شعبيا في عام 2013 والتوسع شبه المتزامن لتيارات متطرفة قريبة من تجمعات البدو في شمال سيناء وبعد توليه الرئاسة تعهد السيسي باستعادة الأمن وفي عام 2014 لجأ إلى البدو للحصول على الدعم في مواجهة داعش حيث أصبح العرجاني زعيما لمليشيا قبلية يطلق عليها اسم اتحاد قبائل سيناء وقصف متشددون عقارا يملكه العرجاني في عام 2015 واتهموه بأنه مخبر للجيش وفي مقابلة مع التلفزيون المصري في ذلك العام قال العرجاني عن دور التحالف القبلي في القتال ضد داعش سيستيقظ هؤلاء الناس ليجدوا أحذيتنا فوق رؤوسهم لن نتركهم كل شيء نقوم به في سيناء يخضع لإشراف القوات المسلحة وخلال هذه الفترة بدأت مجموعة العرجاني بنقل البضائع إلى غزة وقال لوسائل الإعلام الرسمية في ديسمبر كانون الأول 2014 إن شركته قامت بتسليم مئات الأطنان من البيتومين وآلاف الليترات من الوقود إلى القطاع عبر رفح وكان ذلك بعد أربعة أشهر من خوض إسرائيل وحماس حربا استمرت ستة أسابيع وكانت غزة بحاجة ماسة إلى المواد اللازمة لإعادة الإعمار ونقلت الصحيفة عن رجال أعمال في سيناء قولهم بعد حرب 2014 في غزة جرت تسوية خريطة جديدة وضمن هذه الخريطة الجديدة كان العرجاني الذي نعرفه اليوم الرجل الذي نظم ومول المليشيات الخاضعة لسيطرة الجيش ورجل الأعمال رقم واحد في أي شيء يحدث في سيناء وعلى مر السنين نمت أعماله بحيث أصبح كل شيء يمر عبر معبر رفح يأتي من خلاله كما قال رجل أعمال غزاوي وأضاف يجب أن أتواصل مع رجاله حتى أتمكن من توصيل بضاعتي عبر رفح وتعمقت روابط العرجاني بالدولة من خلال الأعمال التجارية حيث نقلت الصحافة المصرية في عام 2014 قوله إن الجيش الذي أصبح قوة مهيمنة في الاقتصاد تحت حكم السيسي سيمتلك 51 من شركة مصر سيناء أحد كيانات مجموعة العرجاني التي تعمل في استخراج الرخام وقبل عامين عينه السيسي في مجلس إدارة هيئة تنمية سيناء التابعة للدولة ويهيمن الجيش على الهيئة ويتولى مسؤولية مشاريع التنمية في شبه جزيرة سيناء حيث تقول الحكومة إنها أنفقت ما لا يقل عن 600 مليار جنيه مصري 12 8 مليار دولار لتطوير وتعمير سيناء منذ تولي السيسي السلطة ولم تكن تجارة العرجاني وحدها الآخذة في التوسع حيث يقدم إعلان مجموعته على منصة يوتيوب لمحة عن الأبعاد مترامية الأطراف من الشبكة والتي تدرج شركة أمنية توظف 25 ألف شخص و17 مستشفى وفندقا وتجارة سيارات وبناء وتصنيع ومؤسسة خيرية ويتباهى الإعلان مهما قيل لن يوقفنا شيء هدفنا أمامنا وسنصل إليه معا مجموعة العرجاني أكبر كيان اقتصادي في الجمهورية الجديدة