اهتم الباحث والمؤرخ السوري فايز قوصرة الذي غادر عالمنا اليوم الخميس في مدينة إدلب شمالي غربي سورية متأثرا بجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة استمرت لأسابيع بالبحث في التاريخ الثقافي والسياسي والاجتماعي لمدينته التي ارتبط اسمه بها فلقب بـمؤرخ إدلب ولد المؤرخ الراحل عام 1945 في أسرة ثقافية وكان شغوفا منذ طفولته بـ التاريخ والآثار متأثرا في ذلك بجده لأمه المؤرخ محمد راغب الطباخ الحلبي مؤلف كتاب إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء سبعة أجزاء والذي أهدى له كتابه إدلب المدينة المنسية حيث كتب إلى جدي لأمي محمد راغب الطباخ الذي أرخ لحلب وأول من طبع عن تاريخ إدلب كما يذكر قوصرة في الإهداء نفسه أن خاله محمد أسعد مقيد الذي كان لواء جويا ألف كتابا بعنوان مسيرتي في الحياة تاريخ ما لم يؤرخ له الآخرون 2005 حاز فايز قوصرة إجازتين في التاريخ والدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق والتحق بالمركز الثقافي الذي افتتح في إدلب عام 1960 ونشر أول مقال له بعنوان إيمان بالنجاح عام 1962 في مجلة الخمائل الحمصية والتي عمل مراسلا لها كما عمل مراسلا ومحررا في العديد من الصحف والمجلات من بينها صحيفة إدلب الخضراء التي تولى إدارة تحريرها عام 1986 ومجلة سنابل الليبية التي عمل محررا وكاتبا فيها عام 1990 نشر المؤرخ الراحل أول كتبه عام 1986 بعنوان الرحالة في محافظة إدلب حيث خصص الجزء الأول لإدلب ومعرة النعمان والثاني صدر عام 1988 لأريحا وجسر الشغور بعد ذلك استمرت مؤلفاته التي وصل عددها إلى قرابة ثلاثين كتابا وثق فيها جوانب مختلفة من تاريخ إدلب ومعالمها الأثرية من بين مؤلفاته تلك قلب لوزة درة الكنائس السورية بالعربية والإنكليزية وإدلب البلدة المنسية الذي استعرض فيه حال السكان والزوايا والتكايا والمساجد والمقابر منذ القدم وحتى الوحدة بين سورية ومصر والتغييرات التي طرأت على إدلب في التاريخ الحديث وعرب على عرش روما الذي روى فيه قصص سبعة أمراء عرب حكموا روما ومن إيبلا إلى إدلب الذي تضمن أكثر من 140 وثيقة وصورة ومن كتبه أيضا التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية في محافظة إدلب والثورة العربية في الشمال السوري ثورة إبراهيم هنانو وآثارنا في لوحات فوغويه وحصن شغر بكاس حطين الثانية ومدينة كفر تخاريم الأصالة الدائمة وجولة في متحف إدلب وجولة أثرية في كفر البارا وضواحيها وأضواء جديدة في تاريخنا الأثري وحارم دمشق الصغرى وشهبا في التاريخ الأثري وولاية الفوعة كما حقق قوصرة كتبا أخرى من بينها الحلة السنية في الرحلة الشامية لمحمد الكيالي بن عمر في أحد لقاءاته الصحافية قبل سنوات تحدث فايز قوصرة عن رؤيته التي تستند إلى ربط التاريخ والآثار قائلا إن علم التاريخ لدينا فيه ثغرة كبيرة حيث يجري الاعتماد على الحوليات القديمة دون الجديدة التي تتمثل في اللقى والمواقع الأثرية التي نقب فيها والتي تعطينا صورة أصدق من قيل وقال مضيفا أنه اهتم بكشف أسباب هذه الحضارة العظيمة والغنى الأثري فيها حيث يوجد ألف موقع أثري في محافظة إدلب ففي كل ثلاثة كيلومترات يوجد موقع أثري مبينا أن أبرز سبب هو وجود المنطقة في موقع وسطي يشكل عقدة مواصلات وفي لقاء آخر تحدث عن تأثره بسنوات الحرب التي عاشتها سورية مشيرا إلى أن لديه قرابة عشرين كتابا آخر لم تنشر بعد