فائض الغاز الطبيعي المسال يضغط على الأسعار والمنتجين
بعد سنوات من شحّ المعروض الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، يقترب سوق الغاز الطبيعي المسال من مرحلة فائض ممتد يبدأ عام 2026، ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات منخفضة جداً. فقد توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد العام المقبل أكبر زيادة في إنتاج الغاز المسال منذ عام 2019، مدفوعةً بازدهار الصادرات الأميركية وتسارع الإنتاج من مصنع فنتشر غلوبال (Venture Global) في لويزيانا، إلى جانب مشاريع توسع ضخمة قيد الإنجاز.
لكن في المقابل، يواجه الطلب تباطؤاً، خصوصاً من الصين التي عززت إنتاجها المحلي وأبرمت صفقات أنابيب مع روسيا تقلص اعتمادها على الغاز المسال. ورغم أن التوقعات السابقة بحدوث فائض لم تتحقق، إلا أن هذه المرة تبدو الصورة مختلفة مع قرب اكتمال طاقات إنتاجية غير مسبوقة. وفي مؤتمر غازتك (Gastech) في ميلانو، يناقش قادة القطاع كيف يمكن لهذا التحول أن يخفّض تكاليف الطاقة ويُسرّع استبدال الفحم والنفط بوقود أنظف.
رئيس استراتيجية الطاقة في بي إن بي باريبا (BNP Paribas)، ألدو سبانجر، توقع أن يبدأ السوق في التراجع بعد الربع الأول من 2026 مع دخول موجة جديدة من القدرات الإنتاجية، فيما أشار مارتن راتس من مورغان ستانلي إلى أن أوروبا ستظل تعاني شتاءً من نقص نسبي، قبل أن يبدأ فائض طفيف في النصف الثاني من العام ويتحول إلى فائض كبير في 2027.
وبحسب خدمة بلومبيرغ إن إي إف (BloombergNEF)، يجري بناء طاقات تسييل تفوق 174 مليون طن سنوياً، سترفع الإمدادات العالمية إلى نحو 594 مليون طن بحلول 2030، بزيادة 42% عن 2023. جزء أساسي من هذه الكميات سيأتي من مشروع غولدن باس (Golden Pass) في تكساس الذي تطوره إكسون موبيل وقطر للطاقة، إضافة إلى توسعة منشآت أميركية مثل شينيير إنرجي (Cheniere Energy) ومشروع حقل الشمال الشرقي في قطر، وهو الأكبر منذ 1997.
/> اقتصاد دولي التحديثات الحيةقوة سيبيريا-2... مشروع عملاق لنقل الغاز الروسي إلى الصين
شركات كبرى مثل شل تراهن على نمو الطلب 60% بحلول 2040، لكن الواقع يظهر تراجع
ارسال الخبر الى: