غوستافو بيترو الرئيس الذي تمرد على واشنطن من أجل غزة
في مشهد سياسي غير مسبوق في أمريكا اللاتينية، يتصدر الرئيس الكولومبي “غوستافو بيترو” واجهة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، متحولًا إلى أحد أبرز الأصوات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، ومعبّرًا عن موقفٍ أخلاقي وسياسي يضعه في مواجهة مباشرة مع كلٍّ من واشنطن وتل أبيب.
منذ وصوله إلى الحكم عام 2022 كأول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، أعلن بيترو انحيازه للكرامة الإنسانية ضد ما وصفه بـ“الاستعمار الجديد“، رابطًا بين نضال الفلسطينيين من أجل الحرية وتجربة أميركا اللاتينية في مقاومة التبعية والهيمنة. ومع تصاعد جرائم الحرب في غزة، لم يكتفِ بالتصريحات الرمزية، بل اتخذ مواقف عملية قلبت معادلة العلاقات الكولومبية – الإسرائيلية رأسًا على عقب.
من ميدان نيويورك إلى قطيعة دبلوماسية كاملة
بيترو لم يتردد في اتهام “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية، ودعا العالم إلى “تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين”، في خطاب ناري من ميدان “تايمز سكوير” بنيويورك، رافقته فيه موجة تضامن شعبية واسعة بين الجاليات اللاتينية والعربية. وردّت واشنطن سريعًا بسحب تأشيرة دخوله، لكن الرئيس الكولومبي ردّ بالمزيد من التحدي، معلنًا قطع العلاقات مع إسرائيل، ليصبح أول زعيم في القارة يتخذ خطوة بهذا الحجم منذ عقود.
وفي خطوة وصفتها الصحافة اللاتينية بأنها “إعلان قطيعة مع محور الحرب”، أصدر بيترو في مايو 2024 قرارًا نهائيًا بوقف تصدير الفحم الكولومبي المستخدم في مصانع ومولدات الطاقة الإسرائيلية، مؤكدًا أن “الفحم الذي يشعل بيوتنا لا يجوز أن يشعل القنابل التي تقتل أطفال غزة”. وكان الفحم الكولومبي يغطي أكثر من نصف احتياجات إسرائيل من الطاقة، ما جعل القرار ذا تأثير اقتصادي مباشر.
كولومبيا تفتح سفارة في فلسطين وتغلق أبوابها أمام الاحتلال
بعد عام من القطيعة، افتتحت كولومبيا أول سفارة لها في رام الله، في خطوة رمزية عكست رسوخ التحول في السياسة الخارجية لبوغوتا. وأكد بيترو في خطابه الافتتاحي أن “من يقف اليوم مع فلسطين يقف مع مستقبل البشرية”، مشددًا على أن ما يجري في غزة هو “امتحان أخلاقي للعالم بأسره”.
الخطوة
ارسال الخبر الى: