غزة بين عربات جدعون وشروط نتنياهو

28 مشاهدة
يعيش قطاع غزة هذه الأيام على وقع تصعيد هو الأكبر منذ استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه في 18 مارس آذار الماضي حيث يسجل يوميا عدد شهداء يراوح ما بين 80 إلى 120 فضلا عن مئات الإصابات ويعمل جيش الاحتلال المتوغل في عدة محاور على تنفيذ عمليات نسف كبيرة تطاول مناطق مثل حي الشجاعية وجنوب حي الزيتون وشرقي مدينة خانيونس وغربي بيت لاهيا شمالي القطاع ويتحدث الاحتلال بصورة واضحة عن أن هذه العمليات تندرج في إطار ما يعرف بخطة عربات جدعون التي تستهدف وفقا للإعلان الإسرائيلي حسم الحرب في غزة وتدمير قدرات حركة حماس وإسقاطها واستعادة الأسرى ويشهد القطاع استهدافات في مختلف المناطق جنوبا ووسطا وشمالا بالرغم من المطالبات الإسرائيلية المتكررة بالإخلاء جنوبا في إطار سعيه لتهجير أهالي قطاع غزة من جديد وتنفيذ ما يعرف بخطة التهجير ويتزامن التصعيد الميداني في إطار تطبيق خطة عربات جدعون مع حديث واضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عدم وقف الحرب نهائيا والرغبة في عقد اتفاق مؤقت يستأنف بعدها الحرب في غزة وهو ما ترفضه حركة حماس بشكل قاطع ووضع نتنياهو في خطابه أول من أمس الأربعاء مجموعة من الشروط التي وصفت فلسطينيا بالتعجيزية خصوصا أنه حدد مطالب نزع السلاح والاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة واستبدال حكم حركة حماس ونفي قادتها والمقاتلين ثم تنفيذ ما يعرف بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير غزة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط وجاء خطاب نتنياهو ليعلن بوضوح تعثر جولة المفاوضات الأخيرة وعدم إمكانية الوصول إلى صفقة في الوقت الراهن في ظل هذه الشروط التي لن تحظى بقبول حركة حماس والفصائل الفلسطينية في ظل تمسكها بضمانات فعلية لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع سليمان بشارات نتنياهو عبر عن حالة من التناقض بين الأهداف التي يتحدث عنها وبين قدرته على تنفيذها محمود مرداوي نتنياهو ماض بخطة التهجير ويتحدث القيادي في حركة حماس محمود مرداوي في تصريح عممه على الصحافيين قائلا إن الإرهابي نتنياهو يؤكد أنه ماض في تنفيذ خطة التهجير القسري تحت غطاء الحرب ويعلن صراحة أن أي تهدئة مؤقتة ستتبع بمجزرة جديدة ويقول واشنطن مطالبة بتوضيح موقفها من هذه الجريمة وهي تتوسط باسم السلام كفى صمتا على الإبادة والتهجير إذ إن نتنياهو لا يسعى لسلام ولا تبادل أسرى بل يواصل حرب إبادة لتحقيق خطة ترامب للتهجير القسري ويعاني قطاع غزة حاليا من تجويع شديد جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض عليه منذ الثاني من مارس آذار الماضي وعدم السماح بإدخال المساعدات باستثناء عدد محدود من الشاحنات سمح له بالوصول خلال اليومين الماضيين بعد مطالبات أميركية في الأثناء يقول الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي سليمان بشارات إن خطاب نتنياهو بمثابة رسالة للعالم بأنه صاحب الرؤية والطرح وأنه من يفرضها سواء كان الأمر واقعيا أو غير واقعي وحمل الخطاب نمطا استعراضيا ويضيف بشارات لـالعربي الجديد أن النقطة الأبرز التي قدمها نتنياهو أنه لا سقف زمنيا لها وأنها مستمرة دون أي رؤية لنهايتها فضلا عن تتويجها برؤية ترامب بتهجير أهالي القطاع وبحسب بشارات فإن نتنياهو حدد سقف تنفيذ هذه الرؤية بإعادة احتلال القطاع ونقل السكان إلى الخارج مع السماح لبعض من يريد للبقاء تحت الحكم الإسرائيلي ويشير إلى أن نتنياهو عبر عن حالة من التناقض بين الأهداف التي يتحدث عنها وقدرته على تنفيذها فبدرجة أساسية هناك ملف الأسرى الإسرائيليين الذين لم يتمكن من استعادتهم وهو أمر يتعارض بين العملية العسكرية الحالية وهدف استعادتهم ما يجري جزء من عمليات عربات جدعون ويعتبر بشارات أن ما يجري جزء من عمليات عربات جدعون حيث إن ما يحصل حلقة في سلسلة من الخطة التي تقوم على تنفيذها بدرجة وأسلوب متدحرج أملا في تحقيق الأهداف التي تريدها الحكومة برئاسة نتنياهو وتحتفظ المقاومة الفلسطينية في غزة بـ 58 أسيرا إسرائيليا بعد تسليم الجندي الإسرائيلي من أصول أميركية عيدان ألكسندر في إطار تفاهمات جرت بين حركة حماس والولايات المتحدة خلال الفترة الماضية إياد القرا الاحتلال يركز على إخلاء المناطق القريبة من مناطق تواجده إلى ذلك يقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن التصعيد مستمر على المستوى ذاته وهو ما تريده إسرائيل خلال الفترة الحالية عبر استهدافات مركزة ومتتالية وعمليات نزوح خصوصا في المناطق الحدودية للقطاع ويؤكد القرا في حديث لـالعربي الجديد أن عمليات النزوح التي تجري يركز فيها الاحتلال على إخلاء المناطق القريبة من مناطق وجوده مثل شرق خانيونس والشجاعية والتفاح وهي أداة يستخدمها للضغط على المقاومة وهي إحدى المراحل من خطة عربات جدعون التي أعلن الاحتلال انطلاقها الأحد الماضي ويعرب عن اعتقاده أن ما يقرأ في خطاب نتنياهو هو عدم التحرك ميدانيا بشكل واسع لعدم خسارة جنود في الميدان وممارسة سياسة الأرض المحروقة بحيث لا يبقي شيئا بالرغم من أن هذه المناطق مدمرة ويشير القرا إلى أن نتنياهو يريد من وراء هذا الأسلوب إطالة أمد الحرب لفترة طويلة بحيث لا يذهب نحو خطوة كبيرة قد تجر ردود فعل داخلية أو خارجية خصوصا أنه ليس لديه دعم دولي كبير خلال الفترة الحالية ويلفت إلى أن نتنياهو رفع السقف كثيرا عبر شروطه المتمثلة بتسليم الأسرى وتسليم السلاح ونفي قيادات حماس والمقاتلين ثم التهجير وهو ما يطرح تساؤلا عن توجهات نتنياهو إذ إنه لو أراد التهجير فهذا يعني أن حركة حماس لن تستجيب للشروط الأخرى ويبين القرا أن حماس سبق أن أعلنت موافقتها على تسليم حكم غزة وحتى السلاح وهي طرحت هدنة طويلة الأمد لا تقل عن 3 سنوات وبالتالي فإن الشروط التي وضعها تصعب المشهد التفاوضي وتجعل المقاومة تتمسك بشرط إنهاء الحرب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح