غزة ساحة هروب نتنياهو

ـ الضربات سياسية أكثر من كونها أمنية
ـ نتنياهو يحمي صورته الداخلية بالقوة
ـ خطاب مزدوج مع دعم أمريكي جزئي
ـ إلى أين يتجه الصراع ؟
قمة شرم الشيخ، التي رُسمت كمساحة أمل، تبدو اليوم في مهب إعادة التفسير؛ إسرائيل تراها تفاهماً مصلحياً لا التزاماً سياسياً، والعواصم العربية التي شاركت فيها تشعر بأن الضمانات التي أعطتها تُستنزف مع كل صاروخ جديد.
المشهد الراهن يطرح أسئلة أكبر من الضربات نفسها: إلى أين يتجه الصراع إذا استمر هذا النسق من التصعيد الموزون؟ هل تستطيع الهدنة أن تصمد أمام لعبة القوة الداخلية والخارجية، أم أن كل غارة جديدة ستعيد رسم قواعد الاشتباك من جديد؟
كما يطرح القرار الإسرائيلي تساؤلاً إستراتيجياً عن حدود السياسة القائمة على الردع والهجمات الميدانية: هل يمكن للحكومة أن تحافظ على توازنها الداخلي من دون دفع المنطقة نحو انفجار شامل؟ أم أن كل خطوة لحماية الزعيم تحمل في طياتها احتمال إشعال مواجهة أوسع؟
في النهاية، الضربات على غزة ليست مجرد أحداث عسكرية، بل معيار اختبار لصمود الاتفاقيات، للضوابط الإقليمية، ولقدرة الأطراف كافة على ضبط أعصابها في لحظة تشهد فيها السياسة صراعاً دائم الإيقاع مع القوة.
ليس في المشهد الإسرائيلي ما يوحي بعودة إلى منطق التسويات، فالضربات التي وجهت إلى غزة لم تكن نتاجاً طارئاً أمنياً بقدر ما كانت انعكاساً لقرار سياسي مكتمل؛ قرار يعبر عن مأزق داخلي عميق أكثر مما يعكس توتراً عسكرياً على الحدود مع قطاع غزة.
نتنياهو لم يفتح النار لأن حماس خرقت الهدنة، بل لأنه بات يشعر أن الجمود نفسه يهدده. وحين يتآكل الهدوء في الداخل، يبحث رئيس وزراء الاحتلال عن صدى قصف يعيد إليه صورته الأولى: رجل القرار حين تضيع البوصلة.
ما جرى في الأيام الماضية هو أكثر من عملية محدودة وأقل من حرب مفتوحة. إنه تصعيد محسوب على إيقاع السياسة لا على إيقاع الميدان.
فالهدنة التي خرجت من قمة شرم الشيخ باتت تواجه الانهيار في أية لحظة. فإسرائيل تقول إنها ما زالت متمسكة بها، لكنها
ارسال الخبر الى: