غزة تنهض من بين الركام

94 مشاهدة

لم يكن دخول واشنطن على خطّ «مبادرة السلام» في غزة خطوة إنسانية على الإطلاق، وإنما اعتراف غير معلن بأن الحرب لم تعد تصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني. فبعد عامين من القتال، بدا واضحًا أن الكيان لم يحقق أهدافه المعلنة، وأنّ فصائل المقاومة لا تزال متماسكة رغم التدمير الهائل للأرض والإنسان. وكما تشير تقارير BBC وThe Guardian (2024–2025)، فإن الجيش الصهيوني يواجه أزمة معنوية وعسكرية متنامية مع ارتفاع الخسائر البشرية وتراجع الدعم الشعبي له حتى داخل المجتمعات الصهيونية نفسها.

تُدرك واشنطن أنّ استمرار الحرب دون أفقٍ سياسي يعني انهيار ما تبقّى من شرعية “إسرائيل” في الغرب، بعدما وثّقت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الآلاف من المجازر ووصفت الأوضاع الإنسانية في القطاع بأنها «كارثة غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين». وذا الضغط الأخلاقي وضع تل أبيب في زاويةٍ ضيّقة أمام الرأي العام العالمي، وأجبرها على قبول هدنة مؤقتة تحت رعاية أميركية وأممية.

غير أن ما يقلق “إسرائيل” أكثر من الحرب هو ما بعد الحرب: واقعٌ ديموغرافي متحوّل على الأرض. فبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من سبع مرات منذ عام 1948، فيما يعيش اليوم نحو 5.5 ملايين داخل فلسطين التاريخية وحدها. وهذه الأرقام ــ كما تذكر رويترز والجزيرة الإنجليزية ــ تُشكّل «قنبلة زمنية ديموغرافية» تهدّد بنية الكيان من الداخل، لا سيما مع معدلات نمو سكاني فلسطيني تفوق نظيرتها الإسرائيلية بأكثر من الضعفين.

في المقابل، تظهر استطلاعات إسرائيلية (مثل معهد الديمقراطية الإسرائيلي 2024) ازدياد نسبة الشباب الإسرائيلي الراغبين في الهجرة، وتراجع الثقة بحكومتهم وبجدوى «الأمن المطلق». هذه المؤشرات تعبّر عن أزمة انتماء عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، تُضاف إلى الأعباء الاقتصادية المتفاقمة الناتجة عن الحرب وحالة الطوارئ المستمرة، فالكيان مضطر إلى تحمل أعباء إضافية لإقناع الشباب بالبقاء تضاف إلى التكاليف الأخرى التي تشمل كل مناحي الحياة بما في ذلك السكن والتعليم والصحة والإعاشة دونما أي مقابل يبذله المستوطن الصهيوني.

أما في غزة، فالصورة مختلفة تمامًا، رغم الدمار الشامل الذي طال الأبنية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح