غريتا التي تناصر غزة وتحبها

27 مشاهدة

لم تعد غريتا ثونبرغ تضفر شعرها؛ فالطفلة السويدية صغيرة الحجم، ذات الوجه المتورّد، لم تعد كذلك منذ سنوات. فهي الآن في الثانية والعشرين من العمر، ومعتقلة لحظة كتابة هذا المقال في لندن بموجب قانون مكافحة الإرهاب، إذ قُبض عليها خلال مشاركتها في مظاهرة لمضربين عن الطعام دعماً لغزّة، نظّمتها جماعة سجناء من أجل فلسطين.
ما زالت غريتا على ثورتها. كبرت قليلاً عن تلك الصورة التي ظهرت فيها سابقاً: تلك الطفلة التي يصحّ أن يُقال إنها غيّرت العالم عن حق، حين كانت في السادسة عشرة من عمرها فقط، عندما دأبت على التظاهر أمام برلمان بلادها للتحذير من العواقب الوخيمة لتغيّر المناخ في العالم. كانت آنذاك طفلةً صغيرةً، لكنّها ثائرة، تُعنى بواحدة من أكثر القضايا تعقيداً في العالم بالنسبة إلى مَن هو في عمرها؛ أولئك الذين يذهبون إلى المدارس في الحي يومياً، وإلى السينما في نهاية الأسبوع، ويلاحقون ربّما أخبار المطربة الأميركية مايلي سايرس وأغانيها ومسلسلها هانا مونتانا.
لكن غريتا لم تكن تفعل ذلك. كانت الطفلة المتورّد وجهها غالباً تعاني من متلازمة أسبرغر، وهو شكل من أشكال اضطراب التوحّد، إذ يعاني المصابون به صعوبات كبيرة في التواصل الاجتماعي، وتتميّز اهتماماتهم بأنها محدودة ومتكرّرة، لكنّهم رغم ذلك قد يتفوّقون على أقرانهم في مجال مُحدَّد إذا ما استحوذت على اهتمامهم بعض القضايا أو المشاغل. وهو ما حدث مع غريتا التي حوّلت محنتها إلى منحة لها وللبشرية، بتركيز اهتمامها في قضايا المناخ، ما قادها إلى الاهتمام بحقوق الإنسان المهدورة على هذا الكوكب، وفي القلب من ذلك فلسطين ومأساة قطاع غزّة التي تعرّضت لأسوأ عدوان وحشي في هذا القرن.
لم يكن اعتقال غريتا في لندن تجربتها الأولى في مراكز التوقيف والزنازين؛ فقد اعتُقلت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ضمن آخرين أوقفتهم القوات الإسرائيلية ممَّن كانوا على متن سفن أسطول الصمود العالمي وقواربه.
آنذاك، ضُربت غريتا أكثر من غيرها على يد القوات الإسرائيلية والمحقّقين. تعمّدوا إذلالها: جُرّت من شعرها غير المضفور على الأرض، وشُتمت وأُهينت، وأُجبرت على

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح