غازبروم تقطف ثمار تعافي صادرات الغاز الروسي لأوروبا في 2024

٤٧ مشاهدة
ما هو خير لشركة غازبروم خير على روسيا عبارة اعتاد الروس سماعها وتدل على أهمية عملاقة الغاز الروسي بالنسبة للاقتصاد الروسي ورخائه مع ارتفاع حصتها في سوق الغاز الأوروبية إلى أكثر من 40 بحلول عام 2021 إلا أن الشركة التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد الروسي عاشت بعد بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا عام 2022 أوقاتا عصيبة على إثر شروع الدول الأوروبية بالحجز على أصولها والاستغناء واحدة تلو الأخرى عن الغاز الروسي المورد عبر الأنابيب وفي عام 2023 حققت غازبروم أكبر خسائر لها منذ قرابة ربع قرن بلغت أكثر من ستة مليارات دولار إلا أن هذه الخسائر الفادحة لم تمنع عملاقة الغاز الروسية من تعافي أدائها في العام المنتهي مع تحقيق أرباح فاقت التوقعات وتناهز وفقا للتقديرات الأولية 46 مليار دولار وسط سباق أوروبي مع الزمن لشراء أكبر كمية ممكنة من الغاز الروسي قبل انتهاء عقد الترانزيت عبر الأراضي الأوكرانية والذي أكدت موسكو وكييف على انعدام النية لتمديده وتشير تقديرات إلى أن إمدادات غازبروم إلى أوروبا خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام المنتهي بلغت 30 3 مليار متر مكعب أو ما يعادل نحو 11 من مجموع واردات الغاز إلى القارة العجوز مقابل 8 4 في العام الماضي وبذلك قد تتخطى صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا 52 مليار متر مكعب شاملة الغاز الطبيعي المسال و18 من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الوقود الأزرق وفي هذا الصدد يعتبر خبير المعهد المالي التابع للحكومة الروسية إيغور يوشكوف أن تعافي أداء غازبروم في العام المنتهي ناجم عن زيادة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا مجتمعة مع تنويع وجهات التصدير مستبعدا احتمال تكرار تسجيل الشركة الروسية العملاقة خسائر فادحة على غرار عام 2023 ويقول يوشكوف في حديث لـالعربي الجديد في عام 2024 جنت غازبروم مكاسب ناجمة عن زيادة إمداداتها إلى أوروبا التي قد تصل إلى 33 مليار متر مكعب بزيادة قدرها بضعة مليارات مقارنة مع العام الماضي كما تمكنت غازبروم من تشغيل خط أنابيب الغاز قوة سيبيريا بطاقته التمريرية الكاملة بما سيتيح له توريد 38 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين في عام 2025 مقابل 30 مليارا وفق الخطة المعتمدة لهذا العام ويلفت يوشكوف إلى أن زيادة إمدادات الغاز الروسي إلى الصين تصب في مصلحة الطرفين مضيفا يربط العقد المبرم مع الصين أسعار الغاز بأسعار النفط مع تأجيل مدته تسعة أشهر ما يعني أن غازبروم تجني مكاسب جراء اعتماد أسعار النفط فوق 85 دولارا إلا أن الصين مستفيدة هي الأخرى لأن هذه الأسعار المرتفعة أيضا أقل من تلك السائدة في البورصات الآسيوية وحول رؤيته لتأثير توقف الترانزيت الأوكراني على صادرات غازبروم يتابع صحيح أن نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز ستستبعد من الإمدادات جراء توقف الترانزيت ولكنه يمكن لغازبروم توجيه ما بين ثلاثة وخمسة مليارات منها إلى أوروبا عبر خط السيل التركي ويخلص إلى أن غازبروم لن تحقق مرة أخرى خسائر بحجم عام 2023 قائلا كانت خسائر عام 2023 ناجمة بالدرجة الأولى عن عاملين رئيسيين أولهما شطب قيمة الشركات المملوكة لها في الاتحاد الأوروبي والتي وضع الحجز عليها في عام 2022 ثانيا اضطرت الشركة لدفع الضريبة الإضافية عن استخراج الثروات الطبيعية والتي تقرر إلغاء الشق الإضافي منها اعتبارا من العام الجديد ارتفاع أسعار الغاز يعوض الترانزيت الأوكراني بدوره يرجع نائب مدير صندوق أمن الطاقة الوطني في موسكو أليكسي غريفاتش هو الآخر تحقيق غازبروم أرباحا هائلة في العام المنتهي إلى زيادة الصادرات إلى أوروبا والصين والاستهلاك الداخلي متوقعا أن تتمكن روسيا من تعويض جزء من خسائرها جراء توقف الترانزيت الأوكراني نتيجة للارتفاع المتوقع لأسعار الغاز علما أن الأسعار الأوروبية جرى تداولها أول من أمس الاثنين قرب أعلى مستوياتها هذا الشهر مع استنزاف مستويات التخزين بشكل أسرع من المعتاد واقتراب نهاية اتفاقية نقل الغاز بين أوكرانيا وروسيا وارتفعت العقود الآجلة 2 5 قبل أن تتراجع قليلا وتتداول قرب 48 يورو لكل ميغاواط في الساعة ويقول غريفاتش في حديث لـالعربي الجديد تسنى خلال العام المنتهي كسر التوجه نحو تراجع الصادرات إذ ازدادت الإمدادات إلى الصين وفقا للخطة المقررة كذلك رصدنا زيادة لمشتريات غاز الأنابيب الروسي من الدول الأوروبية بنسبة تفوق 20 مقارنة مع عام 2023 تضاف إلى ذلك زيادة الطلب داخل البلاد وارتفاع أسعاره الداخلية وحول رؤيته لتأثير توقف الترانزيت الأوكراني على عوائد غازبروم يضيف سيؤدي توقف الترانزيت مجتمعا مع عدم توفر خيارات بديلة لنقل الغاز إلى خسارة قسم من العوائد ولكن ذلك سيترتب عليه أيضا ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا ما يعني أن العوائد عما سيتبقى من الإمدادات ستزداد وعلى الرغم من استقرار أسعار الغاز في أوروبا نسبيا عند مستويات لا تتخطى 450 دولارا لكل ألف متر مكعب في الأسابيع الأخيرة إلا أنها توجهت نحو الارتفاع بعد استبعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال تمديد عقد ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية متخطية الـ500 دولار لعقود يناير كانون الثاني 2025 ببورصة تي تي إف في هولندا وسط تراجع نسبة امتلاء مستودعات الغاز تحت سطح الأرض في أوروبا إلى 75 وكان بوتين قد أكد الخميس الماضي استحالة تمديد عقد ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية قبل انتهاء عام 2024 بأيام عدة مشددا في الوقت نفسه على أن روسيا لم ترفض يوما توريد موارد الطاقة إلى أوروبا وجاءت تصريحات بوتين هذه بعد أيام عدة على زيارة رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو إلى موسكو لمناقشة مستقبل إمدادات الغاز وذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية السبت الماضي أن أوكرانيا تواجه ضغوطا متزايدة من فيتسو وعدد من شركات الطاقة في وسط أوروبا لمواصلة ضخ الغاز الروسي حتى بعد انتهاء عقد ترانزيت الغاز وفي وقت رفض زيلينسكي مرارا السماح باستمرار عبور الغاز الروسي إلا أنه أكد انفتاحه على مرور الغاز غير الروسي المنشأ عبر الأنابيب الأوكرانية مثل الغاز الكازاخستاني أو الأذربيجاني فيما اقترح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المعروف بمواقفه المطبعة مع موسكو تعديل موقع إتمام شراء الغاز الروسي من المشترين الأوروبيين إلى الحدود بين روسيا وأوكرانيا ما سيضطر كييف للسماح بعبور الغاز في إطار اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وفق بلومبيرغ

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح